جنوبي يقول أنه أنا


محمود ياسين

من هجده ومن المحابشه ومن الحديدة ومن عدن ومن الطويلة ومن خشم البكرة، هؤلاء ليسو اليمنيين الذين يمثلون الوحدة الوطنية، أنها المناطق التي كنت فيها ودخلت حسابي مؤخرا كما يقول الفيسبوك.
 
المرة الأخيرة التي كنت فيها بهجده كانت قبل اختراع الفيسبوك بعشر سنوات ولقد أمضيت هناك نصف ساعة أبايع بالجبن وأتذوقه وفي ذهني بحث عن ملامح أول صبي كان يبيع الجبن هنا قبل قرون وجدته جالسة إلي جواره وكلما باع صلعه جبن مد بقيمتها لجدته قائلا : هاجدة هاجدة وبهذا أطلق علي المكان اسمه.
 
لقد استعدت صوت الطولية تغني للمطر والوله اليمني لحظة أن قررت الذهاب إلي المكان الذي ولد فيه صوت الأنوثة القروية اليمنية وكأنها تغني من جوار مطحن ذرة حجري في بيت بالطويلة لكنني لم أذهب ذلك إنني عملت حادث بسيارتي وحطمتها وفشل مشروع الزيارة الفنية فمن دخل حسابي من الطويلة؟
 
وإنه لمن بواعث المرح وتبادل ابتسامة مع الفيسبوك وهو يقول في بياناته أنني كنت افسبك من عدن في أغسطس الماضي، متفائل هذا الفيسبوك ويبدو وحدويا علي نحو ما وهو يبلغني بهذه الكذبة الوحيدة التي تمنيتها صدقا وابتسمت لها وهي كذبة.
 
بالنسبة لخشم البكرة فالأمر هنا منغص علي نحو ما اذ لا أظنه من الحكمة أن تفسبك من خشم البكرة فهي المكان الذي يصلح لذكريات المحاربين القدامى من أبطال سبتمبر وهم يروون بعضا من روائعهم الثورية وهم يقاتلون في خشم البكرة.
 
الاختراق الأكثر مدعاة للتعايش معه هو اختراق جولدمور اذ لا أحب إلي هذه الأيام من جنوبي ???? أنه أنا.

 
*من صفحة الكاتب على فيسبوك العنوان "إجتهاد المحرر"

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر