إيرادات تعز


فاروق الكمالي

الأسبوع الماضي، رفضت وزارة المالية والبنك المركزي توجيها لرئيس الحكومة احمد بن دغر بصرف مبلغ خمسة مليار ريال كرواتب شهر واحد لموظفي القطاع المدني بمحافظة تعز ، لكن بعد ذلك تم السماح بصرف المبلغ بشكل استثنائي ، وقد كان موقف وزارة المالية والبنك المركزي عدن قانوني وسليم ، ومطالبهم منطقية: ان يتم أولا تشغيل فرع البنك المركزي بالمحافظة ، ثم تحويل الإيرادات إلى حساب الحكومة العام في المقر الرئيس للبنك المركزي عدن.
 
يمكن أن يوجه بن دغر بصرف راتب شهر تحت ضغط احتجاج الموظفين ومن اعتماد السلطة المركزية ، لكنه لا يستطيع ان يعمل على صرف رواتب تعز بانتظام قبل استقرار وضعها المالي وتحويل إيراداتها.
 
لماذا يصرف البنك المركزي رواتب موظفي عدن ولحج وأبين والضالع وحضرموت ومأرب، ولا يصرف رواتب تعز؟
 
ربما تقولون انه عمل مناطقي وعنصري متعمد ضد تعز، وهذا غير صحيح، فهذه المحافظات ببساطة، تمكنت من تنظيم وضعها المالي وفتح حسابات موازنة في البنك المركزي وفقا للقانون المالي، وعلى السلطات المالية في تعز ان تفعل ذلك ، فلن يستمر البنك في صرف رواتب موظفي المحافظة ما لم يتم انجاز هذه المتطلبات.
 
وقد رأينا أنه عقب صرف رواتب شهر واحد، طلبت الحكومة، الأسبوع الماضي، مؤسسات الدولة في تعز بتحويل الإيرادات المالية إلى البنك المركزي اليمني لضمان استمرار المرتبات في المحافظة.
 
عبد العزيز جباري وزير الخدمة المدنية أكد: "أن إيصال الإيرادات المالية إلى فرع البنك سيضمن وصول المرتبات إلى المحافظة بشكل مستمر خلال الأشهر القادمة أسوة ببقية المحافظات المحررة".
 
وربما سيكون على الموظفين المحتجين في ساحة الحريات والحقوق، متابعة تشغيل فرع البنك المركزي، و تقديم الدعم المعنوي لمكتب المالية بتعز ودعم جهوده لاستقرار الوضع المالي وتنظيم الإيرادات، وأن يبدأ بفتح حسابات موازنة في المقر الرئيس للبنك المركزي عدن على مستوى المدينة والمديريات.
 
اغلب إيرادات تعز تأتي من الضرائب، وحاليا هذه الإيرادات تنهب من قبل جماعات مسلحة أفرزتها الحرب ، وفضلا عن ذلك تفرض هذه الجماعات جبايات وإتاوات على التجار، وتجمع الأموال لتمويل أنشطتها، فيما المؤسسات المالية معطلة والبنك المركزي مغلق وموظفي المحافظة بلا رواتب.
 
ينشغل شباب تعز في معارك هامشية لا تسمن ولا تغني من جوع ، وهم قوة جبارة بامكانها أن تفعل الكثير، وقف شباب تعز أمام نظام قمعي ومستبد حكم اليمن بالنار والحديد 33 عاماً ، وبإمكانهم الوقوف ضد عبث الجماعات المسلحة والعمل على عودة مؤسسات الدولة واستقرار الوضع المالي، لضمان صرف رواتب موظفي المحافظة شهريا ، وطبيعي أن انتظام صرف الرواتب سينعش المدينة وسكانها.
 
هذه هي المعركة في الوقت الحالي ، وهي معركة مهمة ومصيرية.
 
 
*من صفحة الكاتب على فيسبوك

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر