المقصود بالهوية الوطنية اليمنية، أنها المرجعية التي تضم جميع اليمنيين و تشكل منهم مجتمع، و القالب الذي يحتويهم كشعب، و السمات التي تميزهم كمواطني دولة بين دول العالم.

 

الحديث عن الهوية اليمنية لا يعني نفي أو إلغاء الانتماءات الخاصة الأدنى للفئات أو المجتمعات المحلية (قرى، مدن، محافظات، أو مناطق)، و لا إنكار التنوع. و إن كان يعني أن يتم تقديم الهوية الوطنية عليها، فنحن يمنيون أولاً، و بعدها يمكن أن نصنف أنفسنا جغرافيا أو دينيا بشرط ألا يكون هذا التصنيف فيه ما يمس أو يتعدي على باقي فئات المجتمع التي نتشارك معها في قيم و حقوق المواطنة.

 

الإنسان مركب من عدة هويات و مستويات منها. مثلا، هو يمني و مسلم و عربي، و في إطار اليمني قد يكون مأربي أو عدني أو صنعاني أو تهامي أو زيدي أو شافعي أو صوفي أو غير منتمي مذهبياً أو غير ذلك.

 

-يقدم الإنسان هوية على هوية و من ثم انتماء على انتماء نتيجة لظروف بيئته أو خلفيته أو عوامل أخرى تتدخل في هذا التشكيل المعقد، كحدوث صراعات أو طغيان سياسي أو شعور بالخطر أو بدرجة حضور الوعي، كما يشترك في هوياته أو بعضها مع أناس كلياً أو جزئياً و يختلف مع آخرين.

 

حضور الهوية الوطنية الجامعة و تقديمها على الانتماءات الباقية -بما لا يعني أن يتخلى عنها-، تجعله يتعامل مع الهويات الخاصة المختلفة لمواطنيه باعتبارها تنوع من هويته الأكبر و ليس باعتبارها تهديد أو شيء غريب عنه.

 

فالمأربي بشعوره بالانتماء الأول لليمن، سيشعر بالانتماء لأبناء عدن و صنعاء و إب، كإنسان و جغرافيا و عادات و غيرها، و لن يشعر بأنها غريبة عنه أو أنها لا تمثله.

 

وجود دولة عادلة بمواطنة متساوية تذيب تلقائياً ظاهرة طغيان الانتماءات الخاصة على الهوية الوطنية، لأنها تزيل أسباب صراع الهويات، و من ثم التصنيف و الفرز المدمر.

 

 

*من صفحة الكاتب على فيسبوك

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر