عن صراع محافظي المهرة وحضرموت..


سلمان المقرمي

اجتمع محافظ حضرموت وشبوة والمهرة في الرياض ومسؤولون كبار في الدولة ينحدرون من تلك المحافظات عقب حضورهم توقيع اتفاق الرياض، وبدلا من أن يلهمهم الاتفاق تقديم التنازلات المتبادلة سادت أجواء الصخب والتمزق.

في اللقاء التشاوري الودي حضرت التهديدات والوعيد وقال محافظ المهرة راجح باكريت إن المهرة وسقطرى لن تكون ضمن إقليم حضرموت مادام على قيد الحياة.

علما أن محافظ المهرة من أنصار الشرعية محسوب على السعودية وفرج البحسني محافظ حضرموت محسوب على الشرعية والإمارات والسعودية والانتقالي. لكن تلك العوامل لم تساهم في تهدئة الجلسة لا أكثر.

كما أن حضور قيادات عليا في الدولة لم يجعل الاختلافات تقف عند حدود الكلمات والرؤى بل غادر البحسني مقعده مغاضبا أثناء كلمة باكريت وهو الأمر الذي يفتح حقائق يحاول كثيرون تجاهلها؛ وأولها أن محافظات جنوب اليمن بتكويناتها السياسية والاجتماعية والثقافية هي في الأصل ممزقة شديدة التمزيق ولو لا ثورة الرابع عشر من أكتوبر لما انتظمت في إطار سياسي واحد ولما التقت في شيء رغم كل الروابط التاريخية والجغرافية.

وثاني تلك الحقائق أن التعدي على ثورة أكتوبر وقيمها في عدن سيمزق جنوب اليمن مناطقيا وقبليا وسيدمر شماله ويمزقه عرقيا وطائفيا.

وثالث تلك الحقائق أن السلطنات جنوبا بدأت تطل برأسها ويطلق عدة أشخاص على أنفسهم ألقاب السلاطين تماما كما عاد لفظ السيد والهاشمي شمالا.

وحقيقة الحقائق أن ما سيطرة الإمامة على صنعاء مزقت اليمن وأثرت على عدن وتأثرت به كل المحافظات اليمنية بما فيها أرخبيل سقطرى البعيدة عن صنعاء وعدن باكثر من ألف كيلومتر.

وعليه يمكن القول إن الأساس الحضاري والتاريخي والسياسي لليمن بتنظيمه السياسي والاجتماعي والاقتصادي هما ثورة سبتمبر الجمهورية في صنعاء وثورة أكتوبر التوحيدية في عدن، وأي محاولات ومشاريع للانقلاب عليهما سينهي بالضرورة ذلك التنظيم السياسي الأكبر في اليمن منذ مئات السنوات.

وحري بالمكونات السياسية والاجتماعية المناهضة للإمامة أن تعرف أن لا تملك خيار الانقلاب على سبتمبر واكتوبر بأي حال من الأحوال.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر