بعد إعلان دولة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة اندلعت مقاومة شعبية مسلحة، خاضت قتالات شرسا ضد الصهاينة المدعومين من قوى الاستعمار الأوربي، وكانت المقاومة الفلسطينية تعتمد على الشعب الفلسطيني وما يقدمه من دعم لها.

خاضت المقاومة الفلسطينية معارك شرسة في أكثر من جبهة ودولة، ملاحقات ومطاردات، شنت عمليات فدائية أنهكت العدو الصهيوني وأزعجته.
 
شيئا فشيئا انتظمت المقاومة الفلسطينية وانتظمت في جبهة التحرير الفلسطينية وحصلت على دعم عربي ضخم، حتى وصفها هيكل بأنها أغنى حركة مقاومة.
 
ذلك الغنى الذي انتهجته منظمة التحرير حولتها إلى مؤسسة تجارية، تحسب الأرباح والخسائر، وتتحرك وفقا لها، حين تقل أرصدتها تشن عمليات عسكرية، لجلب الدعم والتعاطف العربي باسم المقاومة والتحرير، وتوقف تلك العمليات عند وصول الرصيد.
 
ما ينطبق على السلطة الفلسطينية ينطبق تماما على الحكومة اليمنية، فحينما انهارت الحكومة اليمنية أمام جحافل المليشيات الحوثي أثناء غزو 2015 اندلعت المقاومة الشعبية في كل مكان باليمن، وحررت معظم الأراضي اليمنية، سرعان ما التقفته السلطة الوطنية اليمنية بالمنفى وشكلت منه أرضية لحكمها، وفي الحقيقة لجيوب مسؤوليها.
 
لنأخذ آخر مواقف للحكومة اليمنية، وخارجيتها وإعلامها ووزارة دفاعها ورئاسة الأركان، حول الغارة الإماراتية التي قتلت وجرحت المئات ودمرت عشرات الآليات العسكرية للجيش.
 
جاء في بيان الحكومة: "الحكومة اليمنية تحتفظ بحقها القانوني المكفول بالقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإيقاف هذا الاستهداف والتصعيد الخطير وطالبت المجتمع الدولي لاسيما مجلس الامن بإدانة هذا الاستهداف السافر.
 
أما وزارة الإعلام فجددت ثقتها بالسعودية الممول الرئيس للحكومة في المنفى، وجاءت بمعلومات متأخرة وغير صحيحة عن أعداد القتلى والجرحى.
 
حتى وزارة الدفاع نفسها طالبت في بيانها القيادة العسكرية العليا للدولة والسعودية بمحاسبة المتسبب وليس بمحاسبة الإمارات.

ليس في الموقف وحده تتشابه الحكومة اليمنية والسلطة الوطنية الفلسطينية، بل بمئات المسؤولين المعينين بمناصب عالية ورواتب عالية من السعودية، دون أي عمل.

وكما كان عباس رئيس السلطة الفلسطينية من قيادات التحرير منذ سبعينيات القرن الماضي، فإن هادي ومحسن والمقدشي هم كذلك من سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
 
ولهذا فإن الخطر كل الخطر على الشعب اليمني لا يأت من أعدائه كالإمامة والإمارات وإيران، وإنما يأتي من الحكومة اليمنية التي تستغلها السعودية ودول التحالف لتنفيذ مخططاتها كما فعل الصهاينة مع جبهة التحرير باتفاقية أوسلو.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر