الإصلاح بين الحل والقيد


فكرية شحرة

الإصلاح الفزاعة القبيحة في عيون التحالف؛ وفي عيون إيران؛ وفي عيون كثيرة مصابة برمد النكايات والثارات السياسية.

هذه العيون التي تدأب على نقل صور مشوهة إلى الغرب حول أيدلوجية هذا الحزب السياسي الذي صادف أنه يقف في صف القضايا الوطنية وفي صف إرادة الشعب والجمهورية ويعرقل كثيرا من الأطماع السلطوية.

إنه يقوم بإثارة فزع الغربان التي تتحين الفرص لنهش اليمن بمرونته التي تثير الغرابة؛ أما أيدولوجيته و"شبورة التطرف" فلم تعد هي الخلطة المناسبة لإلصاقها به فهو علماني ينادي أبناؤه بالعلمانية وديمقراطي كما تكون الديمقراطية.

على الأقل هذا ما تبدو عليه ذهنية كوادره ومنتسبيه في الساحة السياسية وما تبقى من مستحاثات عقلية قديمة داخله ستنقرض مع التجديد لا محالة.

يجب أن نعترف أنه الحزب الذي توه حتى أتباعه ومريديه حول تصرفاته ووسائله.

وأخيرا صدمهم بإصراره على الاختفاء خلف شرعية صارت رمزا لضياع الوطن والانبطاح.

شاءت الصدف أيضا أنه يضم أكبر كمّ من الوطنيين الذين لن يتنازلوا عن شبر من هذا الوطن ولن يبيعوا موانئه أو جزره ولن يقبلوا عقد اتفاقات للتفريط به من أجل بعض امتيازات الحكم.

ولعل هذه هي مشكلته الأساسية مع الآخرين.

بجوار مشكلته مع منتسبيه حين يصمت عن حملات إبادتهم واغتيالهم.

يبذل التحالف أموالا طائلة ويقوم بأدوار مشبوهة وحقيرة كي يوقع هذا الحزب في خطأ يمكنه من البطش به.

وفيما الإصلاح يتمسك بضبط النفس الانبطاحي الذي ملأ قلوب قواعده بالحنق يدرك الحزب أنه الهدف الأول لما يحدث فيتمادى في ارتكاب الأخطاء في حق نفسه .
فهو الحزب الذي كل خياراته تؤدي لذات النتيجة.

ليس عجيبا أن تنبعث من بعض الزوايا أصوات تتساءل ببراءة: ما دام الإصلاح هو ذريعة وشماعة الانقلاب الثاني وهدف الانقلاب الأول لماذا لا يحل هذا الحزب نفسه و"يلفلف قلافده" ويرحل؟

وكأنما هذا الحزب ميليشيا وليدة اللحظة تم تجميعها بالمال والارتزاق!!

يتناسون أن هذا الحزب كوادره في كل بيت وشبر في اليمن؛ كوادره بالملايين من كل أنماط وأفراد المجتمع؛  يمثل الشعب بكل أطيافه.

الطريف أنها ذات الكائنات العجيبة التي تنادي بحل حزب الإصلاح هي ذاتها التي تبتهل أن تقبل عصابة الحوثي التحول إلى حزب سياسي .!!!

وفيما أصوات تحذر من إلغاء مظاهر الحياة السياسية بإنهاء فكرة الأحزاب.

يتناسى الجميع أيضا أننا في حالة موت سريري فلا حياة سياسية ولا حل أو ربط لأحزاب أو مواقف.

وأن فكرة حل حزب الإصلاح تبدو غير واقعية بالقدر الذي تبدو فكرة عودتهم باسم مختلف واقع لا محالة  فالإصلاحيون سينشئون حزبا آخر بمسمى آخر ولن ينقرضوا كما يتمنى منافسيهم.

فهناك من شباب الإصلاح من يتطلع لإزاحة هذه القشرة المتهالكة من قيادة الحزب لرفده بدماء وفكر جديد يواكب متغيرات الوقت ولا بأس أن يذهب قادته الحاليون خلف الشمس فسيكون هناك من أبنائه قادة لم يلطخوا أيديهم بمصافحة التحالف أو الارتزاق من التصاقهم بالشرعية الفاسدة.

يعرف الجميع أن هذا الحزب ليس نبتة ضارة أو طارئة سيتم اقتلاعه بخلق الأزمات والحروب إنهم بتكالبهم قد حولوه إلى أرض خصبة ولادة تنبت لنا كل يوم أشخاصا وطنيون غيورين على بلدهم.

وكأنما تصرف لهم مع شهادة الميلاد بطاقة انتماء لحزب الإصلاح رغما عنهم فكل من يقف في صف الوطن في نظرهم هو إصلاحي.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر