فرجة التحريض التي تتسع


فكرية شحرة

 (لم يعد في قلبي فرجة للأمل؛ يبدو أن عمرنا سيطول في التيه ونحن بلا وطن إن لم تتداركنا نعمة العقل)
 
سأله صديقه المصري مندهشا: ماذا يحصل في بلدكم يا رجل؟

أصابه السؤال بالخرس؛ ماذا يحدث فعلا ؟ لماذا تراكمت المصائب المفتعلة وتفرعت وغطت على مصيبتنا الرئيسية.

عاد المصري يقول ضاحكا : أنتم بقيتم مش عارفين تحاربوا مين رجعت تحاربوا بعضيكم ..

أنتم أعداء أنفسكم ووطنكم.

بالأمس في أحد المقاهي التي يرتادها يمنيون، اشتبك يمنيان اثنان بالأيدي بعد نقاش حاد وردت فيه كل التهم والشتائم الممكنة بين مواطن شمالي وآخر جنوبي.

تناسيا أنهما طريدان خارج بلدهما وأنهما ينقلان صورة سيئة عن اليمني المجهول في كل مكان.

لم ترتفع أي أصوات يمنية في تظاهرة عملية لنشاط مشترك حتى ثقافية تدلل على عمق الوحدة ورفض مؤامرة التقسيم؛ بل ترتفع الأصوات والأفعال النشاز فقط.
 
دائما ما يتصدر المشهد تلك النماذج السيئة في أقوالهم وأفعالهم؛ ويتم تسليط الضوء بقوة عليها كأنما لا تقع أنظار الناس إلا على القذر في الثوب الناصع.

يعشق الناس بدافع الحمية تناقل الأمور المهيجة لعواطف الآخرين؛ تكبير حبة الخال القبيحة لتملأ المشهد.

مهما كان هول الجرائم التي وردت في الإحصائية الصادرة عن اتحاد منظمات شباب عدن للحريات والحقوق إلا أنها جرائم قام بها مجموعة أشخاص لا يمثلون الجنوب؛ بل يمثلون مرتزقة الإمارات وسعيها الدؤوب لتقسيم اليمن؟

إن الفطرة في اليمنيين سليمة ومسالمة؛ لا يمكن أن يصدر الأذى بهذا القبح اللا إنساني.

تنحصر مصيبة اليمنيين في تلك الفئات التي تتصدر المشهد في كل مكان شمالا وجنوبا وحتى خارج الوطن.

إنهم مثل الثمر العطن أو البيض الفاسد اختير بعناية ليوضع على الواجهة من أجل إفساد وتشويه  الحمولة كلها.

صرنا على ثقة أنهم بلا استثناء مرتزقة يعيشون على نفقة إذكاء العصبيات فقط.

ولا حل لدينا للخروج من هذه الحالة إلا نبذ كل مسميات التفرقة من عنصرية وطائفية ومناطقية ولا يكون هذا إلا بمعرفة من يشعلها والحذر من دعاويهم المهلكة لعامة الناس فقط.

لم تعد مشكلتنا عنصرية الحوثي وانقلابه فهو أشبه بالبثرة التي تقيحت وانتشرت بثور أشد قبحا وألما؛ وكلها عصبيات جاهلية تصرفنا أكثر عن حلم استعادة الدولة.

لعل مصيبة اليمن الحقيقية هو غدر الأشقاء الذين دفعوا بالحوثي للانقلاب وأجهضوا مقاومته وكل ذلك من أجل تقسيم اليمن وإبقائه ضعيفا قيد الوصاية دائما.

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر