متاهة جو شو


سلمان الحميدي

 في حلقة البارحة من البرنامج الساخر جو شو، كانت الحرب اليمنية إحدى محاورها، ستضحك وتحرج حين تجد يوسف حسين وقع في متاهة المشكلة وبدت مستعصية على الفهم، في عند تناوله للوضع اليمني يبدو دائمًا بهذا الشكل المتشابك، لكن ذلك لا يهم إن كنت أنت كمواطن يمني لم تفهم ما يدور برؤوس مفسري اليمن..

في إحدى حلقاته السابقة، كانت الغرابة من تحالف الحوثي وصالح، كيف أن صالح خاض ضدهم ست حروب ثم تحالف معهم لخوض حرب على اليمنيين..

البارحة كانت المتاهة في توقيف الجبهات، وتعامل مفسري التحالف للحرب في اليمن، نحن بعيدين عن التلفزيون ولا ندري ما يدور في القنوات، نبتعد عن المزيد من الضغط والكآبة والشعور بالتآمر على مصير اليمن السعيد، حلقة البارحة من جو شو عززت هذا الشعور تمامًا، ما يجعلك تعزز موقفك من عدم مشاهدة قنوات التحالف والإعلام الخليجي، والاكتفاء بجو شو، الخميس، الساعة العاشرة مساءً على شاشة التلفزيون العربي، كما هي الخاتمة الدائمة والتي صارت لازمة يعرفها المشاهد جيدًا..

في إحدى القنوات، أحد الضيوف يبسط مشكلة اليمنيين مع الحوثي، يبسطها للمذيع: عصابة سطو مسلح دخلت بنك، وأخذت الموظفين رهائن! إلا أن المذيع قاطعه متذمرًا بسؤال يشبه الأسئلة الإنكارية، بهذا المعنى: ماذا لو أن الموظفين وضعوا أيديهم بأيدي العصابة، وصاروا معهم؟
البنك هو اليمن
والموظفون هم اليمنيون
والعصابة هي الحوثي..

المذيع الذي ينتمي لقناة رسمية تتبع أهم شريك للسعودية يتخيل ذلك: اليمنيون يتحالفون مع الحوثي.. هذا ما أخر النصر..

ويستعينون بمحللين غريبي الأطوار لتدعيم هذه النظرة، من قبيل فهد الشليمي، وأحيانًا بيمنيين ينادون بالانفصال أمثال بن بريك..

لم يعرض جو شو، تلك اللقطة التي يستفسر فيه مذيع آخر من قناة رسمية من الدولة ذاتها، يستفسر من ضيف يمني بكل صفاقة ويعتبر السؤال جوهريًا: يا أخي متى ستعلنون عن دولتكم الجنوبية؟.

تحارب صالح مع الحوثي، ثم تحالف الحوثي مع صالح وما محبة إلا بعد عداوة كما يقولون، ثم كانت الخاتمة المأساوية التي لا تندرج تحت مبدأ "ومن الحب ما قتل" بعد المداخلة الضاحكة لناطق الحوثيين مؤخرًا: صالح قتل بطريقة عفوية؟

التعقيد في قصة صالح والحوثي لغير اليمني، بدأ يتسلل لتحالف السعودية والإمارات مع الشرعية اليمنية، جاؤوا لاستعادة الشرعية اليمنية، لإنقاذ المواطن اليمني، لنصر أصل العرب، هذه النغمة التي يكررونها دائمًا، غير أن الموجود على أرض الواقع يجعل غير اليمني في حيرة من أمره: اغتيالات، وترويج للتشطير، وتوقيف جبهات، وإلخ..

ما الذي يحدث؟ يتحير جو شو. يجد الإجابة عند العميد محسن خصروف في مداخلته الأخيرة والتي اعتبرها استقالة من التوجيه المعنوي قبل أن يصدر الرئيس قرارًا بإقالته وإحالته للتحقيق، لقد حمل خصروف التحالف سبب ما يجري للشرعية، وأن طرفًا منها يظن أنه لو انتصر الجيش الوطني ضد الحوثي فإن الإصلاح سيكسب..

نغرق في عمق الحيرة حين نعرف أن ولي عهد أبو ظبي قابل قيادات الإصلاح ومثله ولي عهد السعودية وملكها، وأن الإصلاح مكون سياسي مؤثر وكبير داخل اليمن، وقد تتحير حين تجد من يشير إلى مقاربات بين الحزب السياسي والمليشيا المسلحة في الوقت الذي لا يعلم الحزب شيئًا عن قياداته وأعضائه المختطفين!.

إذا كان الإصلاح سببًا في هذا التأجيل الطويل للحسم، يوسف حسن، مذيع جو شو، يضع الحل ببساطة: أول شي نحسم المعركة مع الحوثيين، بعدها لو الإصلاح كسب، نعمل عليهم انقلاب..

المهم.. من ذاك المذيع اليمني الذي نراه لأول مرة، والذي قال أنه يشم حاجة مدري كيف من تصريح خصروف؟
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر