خطة مشتركة للحوثي وبن بريك


سلمان الحميدي

  رفع الرجل السلفي هاني بن بريك صوته، متحدثًا عن خطته لمواجهة من يصفهم بـ "الاخونج"، مرتكزا على: محاربة الفكر بالفكر، وتصفيتهم بالسلاح، بالتزامن مع إعلان الرجل لخطته، كانت مليشيا الحوثي تعلن استهدافها لربع مليون طفل يمني بمراكز صيفية مخصصة لتعبئة الأدمغة البيضاء بأفكارهم السوداء وبهدف يشتركون به مع خطة هاني "الدعوة للوسطية ضد التكفير"!.

تعددت الأهداف والضحية واحدة..

يقصد بن بريك بالاخونج، حزب التجمع اليمني للإصلاح، الحزب الذي استقبل قيادته ولي عهد الإمارات، ومن قبله ولي عهد السعودية وملكها.

ثم من هذا العتيد الذي يتحدث عن الخطط الفكرية؟ هاني بن بريك، السلفي السابق الذي كان منغمسًا في محاربة أمور حياتية مبسطة، ينظر إليها المفكر هاني كمحرمات توقع مرتكبها، ليس في حمى الشبهة، وإنما تقوده لعمق الكفر، كحرمة التصوير، قبل أن ينتقل الرجل من تغيير ما يراه منكرًا بالقلب واللسان مع حرمة التصوير، إلى التغيير باليد الحاملة لكاتم الصوت مع تحليل التصوير..

يبدو الرجل واثقًا من نفسه، ويظن أن الإمارات ستقف إلى جانبه وإن بدا قاتلًا، تلمس دعمهم وناله حين سوق لهم قدرته على تقويض الإخوان/ الإصلاح، وبالرغم من تلبسه بالقتل يظن الرجل أن الإماراتيين سيرفعون من حصة الدعم، إذا كان القتلى الأبرياء، مجرد خطباء وأئمة مساجد، يبذلون أرواحهم في سبيل إقناع شاب لتأدية الصلوات حسب المحاضر الرسمية ــ إن كانوا إصلاحيين!.

حتى إن تطابقت رؤية دولة مع رؤية شخص، لا بد من مفترق يفصل بينهما، خاصة إذا كان هذا الشخص الغبي يصور الدولة على أنها مجرد عصابة تدير رؤيتها بالتصفية.

ما يقوم به السلفي السابق، هو خليط من رجل وجد نفسه مجرمًا، لصقت به بعض الخصال الظاهرة في الخطاب الديني، وسذاجة المجرم الذي لا يعرف طرق إخفاء الجريمة.

قام بن بريك بتغيير صورته الشخصية في تويتر، بصورة ولي عهد أبو ظبي، يظن أن الصورة شفيعة لكل أعماله، ولو علم بن زايد نفسه بالأمر لعلق هاني من آذانه، لا نعرف تحديدا تاريخ تغيير الصورة، ولكن المؤكد أننا وجدناها بعد نشر محاضر النيابة التي تتهم بن بريك صراحة بالوقوف خلف عمليات الاغتيال في عدن، وبحسب المعلومات التي أوردتها المحاضر، فقد استلزمت خطة اغتيال الشيخ الراوي، إقناعه بدعوة شاب للصلاة، شابان دخلا للمسجد وتعرفا على الراوي، وأخبراه عن صديقهم الثالث الذي رفض الدخول معهم للمسجد، وهكذا!.

أين الفكر الذي يحارب به بن بريك؟ وما هو الفكر الذي سيحمله لمواجهة فكرة أخرى؟

عقب انتشار المحاضر، لم يتمكن الرجل من التواري عن استفسارات الناس، ولأنه سلفي سابق، لم يتمكن من مراوغة الحقيقة، بقي بداخله جزء من الصدق لأنه يعرف أين يذهب الكذاب، كما يعرف أين يذهب القاتل في هذه الفترة، كتب هذه التغريدة بالنص: «خططنا الأمنية في مكافحة التنظيمات الإرهابية ومقدمتها الاخونج قائمة ومرتكزة أولًا على محاربة الفكر بالفكر وذلك بنشر الاعتدال والتسامح ووسطية الإسلام التي يضيق بها دعاة التكفير والتفجير الاخونجية، وثانيًا بمحاربتهم بالسلاح وبتضييق الخناق على رؤوس دعاة الخوارج التكفيريين المارقين».

بمحاربتهم بالسلاح، هو لا يقصد الإخوان بالطبع ولا القاعدة ولا أصحابه الأولين، يقصد الإصلاح، بمحاربتهم بالسلاح، هذه التي جعلت الكثيرين يذهبون إلى أنها اعترافَا ضمنيًا بالوقوف وراء جرائم الاغتيالات التي حدثت في عدن.

أما بالنسبة للتسامح والوسطية، هي ذاتها التي ترتكز عليها مليشيا الحوثي في مراكزها الصيفية التي تستقطب نحو ربع مليون طفل، لمَ لا يجتمع بن بريك بيحيى بدر الدين لإقامة خطة محكمة لذلك، توفيرًا للجهد واعتمادًا على الخبرة!؟

كلهم يقتلون اليمني! غير أن بن بريك يبدو بلا احتراف، ونسى الجانب التعبوي، وإعمال العقل في مخاطبة الأجيال، وهو الجانب الذي تفتقده الشرعية ويفقده التحالف لإنشاء جيل بعقيدة وطنية ترتكز على العلم والعلم..
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر