خبرة البخيتي


سلمان الحميدي

 ينشر البخيتي صورته مع بناته "عائلتي الرائعة"، تعيد ابنته نشر الصورة، تعلق بدلال: أم أبوها. حميمية عائلية وتماسك وثيق، لن نستطيع نزع إعجاب فتاة بأبيها، يقولون: كل فتاة بأبيها معجبة، كيف إذا وفر الأب لعائلته كل متطلبات الرفاهية والرغد، نقلهم من جحيم الحرب، حيث أهم متطلبات اليمني أن يبقى حيًا، إلى نعيم الآخرين حيث الحديث عن الماكياج والوجبات السريعة أهم أشكال تفاعل الوافدين.

ليفخر البخيتي بعائلته الرائعة، وتتدلل توجان بأبيها، لا شأن لنا بذلك، لا يمكن لإنسان سوي انتقاد شخص ينشر صورته مع عائلته، شخصيات مختلفة ينشرون، تتباين الردود بين ناقد وعاتب، ضاحك وغاضب، مشيد وواعظ، في الردود تسلية تثير الجميع رغم تصنع الكثيرين عدم الاطلاع عليها، لأن بعض من يملك شهرة في صفوف المتابعين ينظر إليهم باستخفاف: غوغائيين.

 يبدو خلف ما ينشره البخيتي أهدافًا يريد تمريرها فيما بعد: صورة خلفها سيقان عارية لعابرة خلف البخيتي، فتاتان تشكلان كماشة على وجنتي البخيتي ويقبلانه، صورة عائلية، من هذه السلوكيات يصل الرجل إلى ذرى المدنية كما يظن، يصبح ممثلًا لكل شيء: العلمانية، الإسلام الوسطي، الاشتراكية، الحداثة، وإلخ، وإضافة إلى ذلك: الرجل المثقف وداعية السلام، هكذا يسوق نفسه.

سيكون من الغباء أن نترك واقعنا المأساوي ونناقش ايديولوجيات البخيتي أو الأردية الأيديولوجية التي يستخدمها الرجل في حياته، إذ لا يمكن عقد جلسة نقاش في تعز للتحادث حول استغلال السلطة للمثقف والعكس، أو على سبيل المثال الثقافة اللامادية ودورها في صناعة الوعي الشعبي، واستضافة وكيل وزارة الثقافة للتراث اللامادي عبدالهادي العزعزي للحديث حول ذلك.

العزعزي أين والبخيتي أين؟

العزعزي في هذا الأسبوع، أعلن هازئًا عن نيته تشكيل نقطة في الطريق لجباية أموال من المهربين.

يستقبل البخيتي دبلوماسيين من دول متعددة، شخصيات ومسؤولين، ماهي الصفة التي يحملها الرجل لفعل ذلك؟ هو يقول لأنه خبير بشؤون الحوثيين، التعليل الذي يطرحه البخيتي يجعلنا أمام تعليلات مشابهة:
الوفود العسكرية والملحقيات يستقبلها محسن مخصروف، ويحضر ندوة بدعوة من البنتاغون، بداهة لأنه خبير عسكري لا مثيل له!
الوفود الرياضية يستقبلها علي النونو، لأنه أخبر مهاجم يمني.

أما كبرى شركات الأجبان في العالم فتستعين بخبرة "حيدر" لخبرته في صناعة الجبن العوشقي وتجهيز البطاط!
كلهم خبرة مابوش بعدهم، لِمَ لايستعين بهم أحد كما يستعيدون بخبرة البخيتي؟

لأن العزعزي مثقف كبير، غير ميال للتمظهر، ولأن البخيتي استطاع البخيتي أن يسوق نفسه بمجموعة من المظاهر والتقلبات.

أن تصطدم بنفسك، تناقضها، تخلف قناعتك، تبدأ دائرة الاهتمام بك بالاتساع، تنتفخ شيئًا فشيئًا، تسلك طريقك في العالم الافتراضي وسط صيحات الجماهير، أنت لا تهم ما يهتف به الناس لك، تشعر بفخامة نفسك كلما كانت الضجة أكبر حولك، هكذا يكبر الوغد في الظروف الصعبة فيلتفت له أوغاد الدبلوماسية.. صرت نجمًا، تستضيفك قناة هنا، تذهب إلى قناة هناك، تنشر وتبدأ تردد: احنا المثقفين، المدنية، ومن هذا القبيل. الجمهور يكبر كما المارة الذين يقودهم فضولهم لمعرفة ضحية السيارة المسرعة: الحمار برك، ويستأنس كلما كثر الجمع..

التمظهر جميل، الصور العائلية رائعة، حسنًا.. توقفوا عند هذا الأمر، ولكن.. مش ضروري أن تقتحم الأسرة كلها، الأب وبنته، عالم الكتابة..
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر