جماعة الكذبة الكبرى!


محمد علي محروس

 في الطريق إلى صنعاء، اتخذ الحوثيون شعارًا واهيًا لاقتحامها، شعارًا يبرر لهم الهمجية التي يرتكبونها بحق اليمن واليمنيين، كانوا يتخذون من إسقاط الجرعة مطيةً لتنفيذ مآربهم السوداء، التي بدت جليًا فيما بعد أنها مجرد شعرات جوفاء، لها أبعادها التي تتجاوز اليمن برمتها، وأنهم لم يكونوا سوى أداةً مستخدمة لتمرير العديد من المشاريع التخريبية، سواء على مستوى الثورة المضادة، أو لإخضاع العاصمة العربية الرابعة للهيمنة الإيرانية ومشروعها الطائفي الإرهابي.

حتى اتفاق السلم والشراكة، الذي أُعد بعناية للحالة اليمنية المستجدة، وأشرف على توقيعه صديقهم الأممي بن عمر، وممثلو الدول الثماني عشرة، هو الآخر لم ينجو من فخ النكث الحوثي، وهي جماعة اتخذت من نكث العهود ونقض المواثيق اسلوب حياة بالنسبة لها، وديدنًا لا مفر عنه، كيف لا؟ وهي لا تستطيع القفز على حقيقتها القائمة على الزيف والبهتان، واكدوا ذلك بنقضهم لاتفاق السلم والشراكة، وفرض الإقامة الجبرية على الرئيس هادي، ورئيس الحكومة، وأعضائها، وكثيرين من رجال الدولة، وعمدوا إلى السيطرة والانتشار واحتلال مؤسسات الدولة، واعتبارها ملكًا خاصًا، ساقه الله لهم؛ باعتبارهم سلالة مقدسة، وأصحاب حق إلهي كما يزعمون!

حتى حربهم، وجرائمهم البشعة، وانتهاكاتهم الشنيعة، قامت على الكذب والمبررات الواهية، التي بها مارسوا أقسى الجرائم بحق الوجود اليمني، أزهقوا عشرات آلاف الأرواح، وجرحوا مئات الآلاف، ودمروا مئات المنازل ودور القرآن، وأعادوا البلاد للوراء عقودًا من الزمن، بأكاذيبهم وببهتانهم وبزيغهم الذي شرعن لهم كل ما ارتكبوه...

مؤخرًا، نشطوا في استهدافهم المتكرر لمناطق سعودية محاذية، حتى وصل بهم الحال أن يعلنوا استهدافهم لحقول نفط سعودية، واحتفلوا بهذا الفعل المؤزر، قبل أن تدحضه صحيفة وول ستريت الأمريكية، التي أكدت أن مصدر الهجوم على حقول النفط كان العراق وليس اليمن، وهذا تأكيد آخر على أن هذه المليشيا المتمردة، إنما هي كذبة كبرى، ذات تراكيب هشة، فقط إذا ما توفرت الإرادة الحقيقية لدى التحالف، والإمكانات الفعّالة لدى الجيش الوطني، فإنها ستكون مجرد حديث عابر، وزمن غابر، لا ولن يتكرر.

من يتابع إعلامهم القائم على الزيف، يدرك جيدًا كم نحن أمام جماعة ذات أوجه عدة، حتى أنها تستخدم الكذب كإطار تعاملي بينها البين، وهذا ما يظهر مع كل انتكاسة لهم في جبهات القتال، ومع كل هزيمة يحصدون من ورائها المزيد من الانكسارات والانهيارات، إذ يعمدون إلى صناعة الكذب، وحبك الأحداث، وإطلاق الشائعات من أجل التغطية على ما يجري لهم في تعز والبيضاء والضالع والحديدة والجوف وصعدة.

ما يزالون في بير باشا، والجحملية، والضباب، والعسكري، هذا ما يقوله إعلامهم، وقد دحرهم الجيش الوطني من هذه المناطق منذ 3 سنوات، ولقنهم دروسًا لا مثيل لها في القتال، وانجروا خائبين مهزومين، ورغم ذلك مستمرون في مسلسل الكذب على متابعيهم، عاملين بمشورة خبرائهم  الإعلاميين والعسكريين الذين قدموا من إيران ولبنان والعراق، من أجل ضمان استمرار نَفَس الجماعة المضمحِلّة، بفعل أكاذيبها وشائعاتها المكشوفة.

أنا على يقين بأن حبل الكذب قصير، ومهما هُيئت له الأجواء والإمكانيات للتمدد والتأثير، إلا إنه سيتلاشى وينتهي، وهو ما تذهب إليه الجماعة بفعل جرائمها وممارساتها القمعية في مناطق سيطرتها، وبسبب مغالاتها في أسعار الاحتياجات والسلع الأساسية، وكذا مصادرة الإغاثة، وعرقلة عمل المنظمات الدولية ذات الصلة، وافتعال العديد من الأزمات، كلها عوامل ساهمت في كشف القناع، وإماطة اللثام عن الوجه الحقيقي للمليشيا الحوثية المتمردة، وأكدت بأنها جماعة جاءت لصناعة الموت ونشر الفوضى، ولا علاقة لها بأي فعل وطني إطلاقًا.

علينا أن نعمل جميعًا من حيث نحن على كشف حقيقتهم، وبهتانهم وزيفهم، وما يفتعلونه من إشاعات للنيل من الجيش الوطني والحكومة الشرعية، وحتمًا سيذوبون في وحل أكاذيبهم عمّا قريب.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر