وجه العملة الكاذبة..!


اسماء هادي

 رأيتُ الفقر يعانق أزقة حبيبتي صنعاء …!!

في حين فراغٍ وتملل ساقتني أفكاري للخروج ليس لمنتزهٍ، ولا لأكل طعام في مكان راق، ولا للتسوق في أماكن فارهة.

اكتفيت بالخروج للأماكنِ الشعبية، للأسواقِ العتيقة، وللأحياء التي تعاني من الفاقة، والفقر، والأسى، المتضررة فعلاً من ما نمر به جميعاً الفئة الأكثرُ ضرراً في الواقع من فئات مجتمعنا في الوقت الراهن…!

بنظرةِ من قلبٍ متأمل بالغد خير، بالمستقبل أمل، نظرة روح شابة مفعمة بالحياة والتمني… حُطمت آمالها ووِضعت على رف المستحيل وعليها تراكم غبارُ القهر والظلم تصرخ من تحت الركام أحلامٌ باعوها عنوة و بلا ثمن…!

من قال أن الحربَ هدأت، أو أن وقع سهامها خفَ واعتدناه، الحرب تنهش في أجسادِ الفقراء بخبث تنتزع منهم السكينةَ، والاستقرار، والفرص القليلة لتكون حياتهم أجمل…وتجعل حياتهم محض محاولة للبقاء على قيد الوجود النضال لأجل العيشْ.

الحربُ تنهشُ في أرواحِ المرضى تجعلهم يباتون على ألمٍ تناسوا الأمل منذ وقعتْ سهامها الظالمة عليهم فأظلمت دنياهم وأظلموا، وأصبحوا معتادين على الألم الذي يقتات من بدنهم يرجونَ الخلاص منه على عجل حتى وإن خَلُصَت الروح من أجسادهم.

لم تصلهم إمدادات العون..لم يوزع الأكل على الأسر الجائعة… لا توجد فرص للعمل...ولا حياة لمن ننادي..

الحياة هنا حقيقة أكثر الباعة المتجولون مستمرون في إقناعِ الناس أن بضاعتهمْ ذاتَ جودةٍ عالية، أطفال الميزان يقفون أمام أبواب المحلات البسيطةِ ويقنعونَ الأخرين أن ميزانهمْ دقيق… والمتسولون الذين استلقوا امام لفيحِ الشمس يرجون قطعة نقدية قد أهملت في مكان ما وسط حقيبتي..

أمام مطعمٍ شعبي قد تهامت أطرافَ أبوابهِ، والألوان بهتت من على جدرانهِ، يروي الكثير من خلال مظهرهِ المهترئ، مع الصدأ المتعالي على أركانه.

وقفت وقدماي يرفضن الدخول لكثرة ازدحامه…. هنا الوجه الآخر للعملةِ الساكنة، للهدوء المصطنع، للصمت، وربما لتغييب الوعي، هنا الصورة التي يتوجب إيصالهُا...علَّها تنتهي الحرب كما بدأتْ…!
هل سنُحكى يا ترى في زمنٍ ما بيد فتاة تبحث في الماضي ولو كان مؤلما تتذكر العهد الذي ولى...؟!

وتكتبنا بخوف وعجب وأناملها تصارع فكرها عن حقيقة ما تمليه عليهن….سنصبح كان …

هل سنشهد عصرا زهريا يبقينا في متحف الذكرى كحقبة سوداوية اللون مكثت كثيرا ثم ولت وأتى النور..؟؟!
هل سيقال من هنا مرت سحابة مظلمة أمطرت ألما وموتا ثم ماتت ..هل سيقال…!؟
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر