أثار الدعم الأممي للحوثيين بعشرين سيارة رباعية الدفع لزراعة الألغام في اليمن موجة استنكار شعبية ورسمية واسعة.

لكن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لم يكن المنظمة الأممية والدولية الوحيدة التي تدعم الحوثيين في حربه على اليمنيين.

فقد تكفل برنامج الغذاء العالمي بتمويل الحوثيين بأكثر من ستين في المائة من مساعداته وفقا لتحقيق قناة السي إن إن الأمريكية ، ومنحتهم اليونسيف أكثر من نصف منحة المعلمين لأنها تصرف الدولار ببنوك الحوثيين بسعر 250ريالا للدولار الواحد.
 
كما اتخذت المنظمات الدولية والأممية موقفا عدائيا من تعز المحاصرة، وأكثر من ذلك رفضت كل المنظمات دعوات السلطات الرسمية لنقل مقرات إغاثة تعز إلى المدينة أو عدن وظلت تمول مليشيات الحوثي في الحوبان وإب.
 
ورغم خطف الحوثيين لعشرات موظفي الإغاثة في صنعاء والمناطق غير المحررة إلا أن تلك المنظمات تقدم تنازلات كبيرة للحوثيين وترفض نقل مقراتها لعدن بحجج واهية.
 
في تفسير ذلك نستحضر الوضع السياسي والعسكري في المشرق العربي حيث إسرائيل محتلة قلب الوطن العربي وإيران الشيعية تسيطر على العراق وسوريا والتحالف الدولي المسيحي يهيمن على العراق وسوريا ولبنان ويغرق مصر في مستنقع الفشل الأمني ولم تبق من محور الشرق العربي القوي تاريخيا(العراق سوريا مصر) أي دولة قوية ، وحان الدور على الخليج العربي، وبوجه أدق على مكة المكرمة والمدينة المنورة.
 
حيث صارت المدينتان المقدستان في وضع خطر وتحيط بهما التهديدات المسيحية من كل الاتجاهات الشمالية والشرقية والشمالية الغربية.
أما من الجهة الجنوبية فرسمه المخطط المسيحي وأوكل مهمته على إيران والحوثيين.
 
تدفع بريطانيا وفرنسا وأمريكا باتجاه توصيف الحرب في اليمن بأنها مذهبية وطائفية لفرض حل طائفي يمكن أدوات المسيحية من تهديد اليمن والسعودية من الخاصرة الأضعف لمكة.
وتعمل منظمات الدول الأوروبية والمسيحية على تمويل حروب الحوثيين؛ برنامج الغذاء يتكفل بالتغذية، واليونيسيف بتمويل نقدي والبنك والنقد الدولي والبنك المركزي لانجلترا في دعم بنك الحوثيين المركزي، ورفضت منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التعامل مع منظمات وجمعيات السلفيين والإصلاح وتحرص تلك المنظمات على منظمات الحوثيين والمنظمات الممسوخة الهوية والملامح.
 
في هذا السياق وفي هذه الأجواء يمكن تفسير الإصرار الأممي الوقح على دعم الحوثيين، ولذا فإن كل الإنتقادات الموجهة للمنظمات الأممية والدولية لوقف تمويل الحوثيين لم تلق أي استجابة من تلك المنظمات.
 
إن ما تقوم به المنظمات الدولية يذكر بحالة السيطرة التجارية أثناء الحملات الصليبية على الوطن العربي قبل ألف عام.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر