كلنا نتذكر العام 2014م وكيف تلاشت الجمهورية والدولة اليمنية بلا قتال أمام جحافل الإمامة السلالية الجارودية وكيف رضخنا كلنا بذل وخزي لصبيان الهاشمية الزيدية في تاريخ الحادي والعشرين من سبتمبر من ذلك العام المشؤوم.
 
كان الاستثناء في مأرب خارقا، إذ ترجمت إرادة الحرية والجمهورية والهوية اليمنية في شكل بنيان مرصوص على حدود المحافظة، للدفاع عن اليمن، كل اليمن، وليس ذلك من فراغ، وإنما استنادا إلى دور مأرب في التاريخ اليمني.
 
قبل أيام كنت أطالع في تاريخ اليمن القديم وكيف شكل شرق اليمن ووسطه الشرقي حول رملة السبعتين نقطة انطلاق الحضارة اليمنية القديمة، والتي تشكل مدينة مأرب مركزها وبؤرتها، بالإضافة إلى حضرموت وشبوة والجوف، ولم تكن حمير في الغرب إلا بعد اندثار تلك الحضارات.
 
ما أود قوله إن مأرب وشرق اليمن، وتحديدا حضرموت وشبوة والجوف يجب أن تصنع حضارة جديدة وأن تعيد توزيع السكان هناك، وتنقل الثقل الغربي إلى الشرق حيث المساحات المفتوحة والبحار المفتوحة والعلاقات مع دول العالم.
 
تاريخيا هزمتنا الإمامة في غرب اليمن وشماله مرات عديدة كما هو واقع اليوم، وكانت كل مرة تتسلل الإمامة بداية من صراعات القوى اليمنية، ومن ثم تصير الحكم بين اليمنيين وتذيقهم الهوان في مرحلة لاحقة.

ومع أن الشرق اليوم تحرر، ويتركز الصراع في الشمال الغربي حيث الثقل السكاني واليمن الفقير،من المهم أن تدرك مأرب والقائمون على المحافظات الشرقية أن الحضارة اليمنية الحقيقية والقوة التي ستحرر اليمن من الإمامة والاستعمار إنما يكمن في عوامل جغرافية وتاريخية وبشرية تستند إلى إرث عظيم من القوة والدولة، والانطلاق في هذا الشأن، فغرب اليمن عرضة للغزو الخارجي للقوى الكبرى بحكم طرق التجارة، وللداخلي الإمامي باعتبار الإمامة أفضل شريك محلي للاستعمار، ولن يكون هناك أفضل من الإمامة على الإطلاق.
 
المخاطر كبيرة على مأرب والشرق، ويأتي على رأسها تجارة الأسلحة والمخدرات والتهريب، وإقلاق الأمن، وتستغل الإمامة هذه النقطة لمنع أي ازدهار أو استقرار سكاني ضخم في هذه المناطق، تعمل بكل الوسائل بما فيها عناصرها المحلية على إبقاء الشرق اليمني ممرا فقط لتجارتها وتجارة الحشيش والمخدرات المرتبط بالعصابات العالمية.
 
العمل على استقرار السكان وانتقال رأس المال المحلي إلى الشرق نقطة مركزية في إعادة توزيع السكان في اليمن، لم تكن الصحراء مشكلة أمام الاستقرار قديما، ولن تكون إن توفرت الإرادة على القائمين على الشرق اليمني.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر