"صرواح".. وبروباغندا الحياد والتشفي


همدان الحقب

 خلال مرحلة الثورة السلمية وحتى حدث سقوط صرواح "المزعوم"، لم تغب هذه الغرابيب الناعقة مع أي تراجع أو كبوة مرت بها الثورة السلمية أو تمر بها المقاومة.
 
الغريب في ظاهرة بروباغندا التشفي، أنها ليست منحازة للحوثي!، وهي أيضا ليست متحمسة لانتصار المقاومة..! كالحال الذي تبدو عليه وقت الانتحاب، المصاحب لبعض الاختلالات التي ترافق أداءها. بحق هي ظاهرة تدعو للوقوف عندها وبحثها، لما تمثله من استفزاز وتطفل، يسهم في إرباك الصف المقاوم وينال إلى حد ما من معنويته.
 
والخطورة في دور "غرابيب التشفي" هذه، يكمن في الإسناد الذي تقدمه لمؤسسة إعلام الانقلابيين بكل تفرعاتها. حين يشن إعلام الانقلاب حملة تستهدف المقاومة، وفي أي اتجاه، يكون من السهل التصدي له؛ لأنه مفهوم الأبعاد وواضح المعالم. وهو في الغالب لا يؤثر خارج الدائرة التي بلغها في ذروته قبل أن يبدأ في التراجع. هجمات إعلام الانقلابيين المتكررة، لا تكون في الغالب خطيرة، إلا حينما تهب بروباغندا التشفي "غريبة الأطوار" من مراقدها لتدعمه وتكسبه أجواء تبدو لغير المختصين والمرتبطين بالحدث ارتباطا مباشرا مفعمة بالمصداقية.
 
خلال الأسبوعين الماضيين، انهالت على مواقع التواصل الاجتماعي آلاف المنشورات والتغريدات، منتحبة جراء سقوط صرواح، الذي زعمه الحوثيون. وكالعادة كان نحيبها مغلفا بالتشفي.
 
ألقى المنتحبون باللائمة على قيادات الجيش الوطني والمقاومة، التي فرطت بصرواح وتركتها فريسة للحوثيين يلتهمونها بسهولة، لم يكن الحوثي يتخيل حدوثها... لم تكلف نفسها الجموع، أن تقف ولو قليلا متسائلة عمّا جرى بالضبط؟! وما إذا كان الحوثي قد أسقط صرواح فعلا، أم أنه لم يستعد سوى تبتين، بعد أن غطى مساحتهما بجثث مقاتليه؟!
 
عادت هذه الجموع إلى سباتها بعد أن استعاد الجيش الوطني تلك التباب، وكأن شيئا بالنسبة لها لم يكن!!. إنها رغبة التشفي التي توقضها من مراقدها. وهي رغبة تنطفئ كلما رجحت كفة المقاومة، وتشتعل مثل النار في الهشيم إذا ما شهدت أي جبهة تراجعا ولو بحده الأدنى..! فهل المسألة تنطوي، عند هذه الجموع، على عبودية كامنة، حالت دون انحياز هؤلاء إلى صفوف المقاومة، واكتفاءهم بالنحيب مع كل حدث فسروه أنه هزيمة لحقت بالمقاومة ؟!.
 
كتب أحدهم على حائط مبكاه- (صفحته على الفيس)- قائلا: لعنتي عليك من شرعية؛ كيف تخونين دماء وتضحيات الشهداء؟ كيف سلمت صرواح للحوثيين ببرد وسلام؟. لقد أشعرني صاحب هذه البكائية، أن مدينة مارب تحت نيران بندقية الحوثة بعد إعلانه هذا. لكني أدركت مباشرة، بعد أن تبينت من بعض الأصدقاء القريبين من الحدث، أن مأرب بعيدة المنال، ومثلها صرواح التي لم تسقط أصلا. وأن ذهنية هذا المنتحب وأمثاله من بروباغندا التشفي، هي وحدها الواقعة تحت نيران شائعات الإعلام الحوثي وافتراءاته.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر