قبل أن يتسع الخرق على الراقع


علي العمراني

يذكرنا ما يحدث الآن في عدن وما حولها بما كان يحدث في صنعاء وما حولها في صيف وخريف 2014.. يزحف الحوثي من صعدة باتجاه عمران تحت ذرائع من قبيل طرد الأجانب من دماج .. الأجانب فقط..! وبعدها يزحف نحو عمران بحجة إقالة المحافظ محمد حسن دماج .. ولما أُقيل المحافظ ، قالوا : باقي القائد القشيبي ..انفجرت المعارك في عمران ، وقالت الدنيا كلها بما ذلك وزير الدفاع اليمني، والمبعوث الأممي وبيان مجلس الأمن، وقيادات الأحزاب التقدمية اليمنية،والمؤتمريون، وكتاب ليبراليون، وصحفيون يساريون، وناشطون كثيرون : هذه معركة بين الحوثي والإصلاح ، ولا دخل للعالم فيها..!

قتل القشيبي، وأدرك كثيرون أنه لن يجرؤ بعد ذلك كثير من قادة الجيش على قتال الحوثي، ومن يفعل سيلقى نفس مصير القشيبي الذي تخلى عنه الجميع.. والحوثيون يحيطون بصنعاء ، قال أحد الصحفيين المقربين من الحوثي، في مقابلة مع قناة السعيدة إن قادة ألوية عسكرية يتواصلون الان مع الحوثي ويؤكدون بأنهم لن يواجهوه، وتساءل : كيف لهم أن يفعلوا وقد رأوْا مصير زميلهم القشيبي..؟! وقال الصحفي مستبشرا : انتهى الأمر .. !

يعيش الصحفي الذي كان متحوثا جدا، ومستبشرا كثيرا بقدوم الحوثي ، وهو متميز في كتاباته ، في الخارج ، الآن ، بعدما تبين له أنه كان يجري وراء سرب جهنمي ، وكتب قبل أيام ما يشبه الإعتذار ..

كان يشَّرف حزب الإصلاح، وكان بإمكانه في تقديري ، أن يخوض المعركة نيابة عن الجميع لحماية الدولة اليمنية، في عمران وفِي صنعاء، لو اتبع تكتيكا وتصميما في المواجهة، مماثلا لما كان عليه الحوثي، فالإصلاح ليس قليلا مقابل الحوثي. لكنه لأسبابه الخاصة، وهي غير مبررة في تقديري ، آثر أن يظهر حملا وديعا وحمامة سلام، و"حزبا مدنيا مسالما"، وترك الحوثي، يسيطر على البلد، ويتحمل الملامة ..!

انقلابيو المجلس الانتقالي، لا يقلون خطرا عن الحوثي، وقد يزيدون عليه في الخطر، إذا ما تخيلنا حجم الفوضى الإضافية التي قد تنجم عن أجندتهم ونواياهم المعلنة .. تتذكرون أحداث يناير الماضي في عدن وما أسفر عنها من مآسي .. لكنها بسيطة قياسا بما قد يكون فوضى عارمة طويلة الأمد ..

كان الانتقاليون، إلى قبل أيام، يرددون، إنهم مع شرعية الرئيس هادي، والمشكلة عندهم،هي الحكومة والغلاء والفساد، مثلما قال الحوثيون وهم يطوقون صنعاء.. تشابهت الأقوال والأفعال وأساليب الخراب وأسبابه..لكن الإنتقاليين قالوا في بيانهم الأخير ، أنهم فكوا الإرتباط بكل ما يمت للشرعية بصلة، وإنهم جاهزون للمواجهة الشاملة، ووضع اليد على كل شيء ..

التحالف العربي، وحده القادر، في هذه اللحظة الإستثنائية الخطيرة من تاريخ اليمن وظروفها ، على إعادة الأمور إلى نصابها، ولجم جنون الإنتقالي، قبل أن تستفحل الأمور وتتفاقم الأخطار، وتتعمق الفوضى المستفحلة أصلا، ويتسع الخرق على الراقع ..ولنا أن نتخيل الحال في اليمن اليوم ، لو أن التحالف العربي تدخل بحزم ،في الوقت المناسب، قبل اجْتَياح صنعاء..

ولا ننسى التذكير هنا ، بما نتوقعه من الأشقاء، في جانب الإقتصاد الذي يدمر ما تبقى من حياة اليمنيين وكرامتهم ، مع تقديرنا وشكرنا لكل ما يقدمونه..

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر