بين حربين


خليل القاهري

من شتات واسع في واقع بلدنا المحزون قدم المئات من مرضى السرطان الى المؤسسة العامة لمكافحة السرطان بصنعاء بحثاً عما تبقى من عوامل الحياة في عالم من الموت والقتل والفتك بآلة حرب قذرة.
تنوء مؤسسة السرطان بحمل ثقيل يزداد كل يوم، ومع هذا يجوب القائمون عليها البلد كله بحثاً عما يجود به الخيّرون وبعض المنظمات التي لا تزال تعمل في البلد حتى حين لتوفير الأهم من الأدوية.
 
عشرات الحالات قدمت من الحديدة مؤخراً ومن محافظات شتى، لا تملك سوى ألم إذا اشتد يحرمها المنام ويحرمها الحياة تدريجياً، لا فرق مع حصاد المعارك على الأرض.
 
ليس أصعب ولا أشد رهبة وأنت تسمع فتاةً في العشرين وهي تصرخ بكل صوتها من الألم ثم تتبع الصراخ بدعوة منطلقها القلب ولا شك مستقرها عرش الرحمن أن "احرم الله الحياة من ظلمنا" ثم تمضي متمتمه بما لا يعلمه إلا الله.
 
مؤلم للغاية وأنت تسمع طفلاً في السابعة وهو يتحدث كخبير عن مرضه وكيف تم استئصال ورم من جسده وبقيت خلايا، بدلا عن حديثه عن لعبته و"جعالته".
 
إنها حرب خلاصتها حصاد الأرواح، وهدم الجيل والبلد، ومع هذا تجد أناساً استثمروا خلالها كل على طريقته.
 
بعضهم بنى قصوراً، وآخرون افتتحوا مشاريع خارج البلد، وصنفٌ عددوا في الشقق تعدد تنقلهم بين العواصم، وعدد كبير طالب الله مع منظمات أو ناشط سياسي، وأقلهم شأناً إما مطبلاً ومسعر حرب، أو "مهنجماً" على البسطاء والجوعى وذوي الفاقة من بؤساء البلد، أي واقع نحن فيه؟
 
 
*من صفحة الكاتب على فيسبوك

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر