"المخلوع صالح" بلا مخالب في صنعاء.. والانقلاب يأكل أبناءه المؤتمريين (تقرير)

[ صورة "المخلوع صالح" على سيارة خرده في العاصمة صنعاء (أرشيفة) ]

تعود من جديد الانتهاكات التي ترتكبها ميلشيات الحوثي بحق أنصار المخلوع صالح وحزب المؤتمر في العاصمة صنعاء، ما إن تهدأ حتى تعاود من جديد بعد سلسلة تفاهمات بين طرفي الانقلاب لكنها سرعان ما تفشل بفعل حالة الاحتقان الذي يعشيه أنصار الطرفين، بعد أن استطاع الحوثيون نزع مخالب صالح بعد سيطرتهم على غالبية الترسانة العسكرية.
 
وتعيش العاصمة صنعاء منذ ثلاثة أعوام وطأة سيطرة الانقلابيين وممارستهم المستمرة في سياسية الترهيب للمواطنين الذين يعيشون حالة إنسانية متردية، جراء انقطاع رواتب الموظفين منذ نحو عام، في الوقت التي تحاول الميلشيات رفع أسعار المشتقات النفطية.
 
وخلال الأيام الماضية عاودت ميلشيات الحوثي الاختطافات والترهيب بحق ناشطين وقيادات مواليين للمخلوع صالح، بالتزامن مع حملة مطالبات بصرف رواتب المعلمين بالتزامن مع بدء العام الدراسي الذي تعثر إلى حد الآن بالانتظام، وكان طرفي الانقلاب أعلنوا عن تفاهمات في 14سبتمبر لكنها لم تظهر على الواقع.
 
الانقلاب يأكل أبناءه

اقتحمت ميلشيات الحوثي منزل الناشط الإعلامي المؤتمري كامل الخوذاني في 2أكتوبرالجاري وأصابت ابنته بطلق ناري على إثرها نقلت إلى المستشفى، وتم اختطاف الخواذي قبل أن يتم الإفراج عنه وعلى جسده آثار تعذيب تعرض لها، وهي المرة الثالثة التي يتم فيها اختطافه بسبب انتقاده المستمر لسلطات الحوثيين.

كما تم اختطاف عبد الوهاب قطران احد ابرز الأصوات الداعمة للانقلاب من جولة المصباحي حيث كان يستقل سيارته بصحبة زوجته وأطفاله، وتم الإفراج عنه  بعد 16ساعة من الاختطاف بعد أن تعهد بعدم الكتابة في الشأن السياسي، وقال "أنه تعرض لتهديدات بالتصفية الجسدية" بحسب ما ذكر بصفحته على فيسبوك فور الإفراج عنه.

إلى ذلك أقالت سلطات ميلشيات الحوثي مدير مكتب التربية في مديرية معين بالعاصمة صنعاء خالد الأشبط، الموالي للمخلوع صالح  بعد ظهوره في مقطع فيديو يطالب بصرف مرتبات المعلمين وينتقد فساد ميلشيات الحوثي .

وحاصر مسلحو ميلشيات الحوثي مقر إدارة التربية إدارة التربية ومنزله في محاولة إلقاء القبض عليه، لكنهم لم يستطيعوا العثور عليه بعد أن اختفى في مكان مجهول، وعينت ميلشيات الحوثي احد أنصارها المدعو "علي الديلمي"  الذي كان يقود المسلحين للقبض على"الأشبط".

وأعلن موظفو مكتب التربية والتعليم في مديرية معين عن تضامنهم مع "الأشبط" الذي تطارده ميلشيات الحوثي، ووصفوا تلك الممارسات بمحاولة العودة باليمنيين إلى "قانون الغاب والجاهلية".
 
طرد وزراء مؤتمرين

وخلال الأيام الماضية اقتحمت ميلشيات الحوثي مقر وزارت تابعة لحزب المؤتمر بحسب المحاصصة بين طرفي الانقلاب في ما أطلقوا عليها "حكومة الإنقاذ" حيث اقتحم السبت الماضي 7 أكتوبر الجاري مسلحون حوثيون مقر وزارة الخارجية وطردت "هشام شرف" وزير الخارجية المعين في حكومة الانقلاب الغير المعترف بها دولياً ووجهت عناصرها بمنع عودته مرة أخرى.

وانتشرت مليشيا الحوثي في ساحة الوزارة، وأبلغت مرافقيه، أن تحركها بتوجيهات من القيادي الحوثي ورئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي" صالح الصماد والمعين من طرفي الانقلاب في العاصمة التي يسيطرون عليها منذ سبتمبر من العام 2014.

وفي 30 سبتمبر الماضي اقتحم مسلحو ميلشيات الحوثي مقر وزارة الصحة في العاصمة وأغلقوه أثناء اجتماع برئاسة الوزير "محمد سالم بن حفيظ" التابع للمخلوع صالح حيث فر من مكتبه بعد محاولات الحوثيون اعتقاله.

واقتحم مقر الوزارة القيادي الحوثي "عبد السلام المداني" برفقة مسلحين  بعد مشادات وعراك مع الوزير، حيث قاموا بمصادرة الختم الرسمي للوزارة ، وتأتي هذه المشادات بعد إقالة المداني من منصبة كنائب للوزير ووكيل آخر يدعى "العطاب" وهما قيادات تابعين لميلشيات الحوثي يفرضون أنفسهم بالقوة على حصص المخلوع صالح وحليفهم في الانقلاب.
 
المخلوع بلا مخالب

من جانبه قال الصحفي همدان العلي "أن صالح اليوم بلا مخالب ويبدوا أنه استكان وخضع، ويتم الآن إخماد أي صوت مؤتمري يحاول المطالبة بحقوقه والتمرد  في رفض الهيمنة الحوثية".

وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت" أن الانتهاكات لم تتوقف ضد أنصار صالح وحزب المؤتمر في مختلف مؤسسات الدولة وهم يعرفون أن ميلشيات الحوثي لن تتركهم إلا وقد انتهى حزب المؤتمر بشكل كامل لأن هناك خلاف جذري بين حزب المؤتمر والفكر الحوثي المستورد".

وأشار العلي "أن الاتفاقات الطرفين انهارت والحديث عن أي تفاهمات قادمة هي عبارة عن تكتيك من قبل الحوثيين كما تعودنا خلال الفترات الماضية للسيطرة أكثر والتجذر في مؤسسات الدولة لا سميا العسكرية والخارجية والتعليم".

وقال "إن ميلشيات الحوثي تتعامل مع الاتفاقات كوسيلة  للتخدير ومن ثم الانقضاض على جزء آخر لم يكونوا يسيطروا عليه، والانتهاكات ستستمر حتى إخضاع المؤتمرين بشكل كامل وإلا تقوم ثورة مجتمعية لإنهاء هذا الوضع".

وخلال الأشهر الماضية تفاقمت الخلافات بين طرفي الانقلاب في العاصمة صنعاء عقب التحشيد الإعلامي من قبل حزب المؤتمر للاحتفال بذكرى تأسيسه والذي كان في 28 أغسطس الماضي، ودارت اشتباكات متقطعة في عدد من الأحياء وعلى إثرها قتل القيادي المؤتمري "خالد الرضي".

                   القيادي المؤتمري "خالد الرضي" بعد مقتله من قبل الحوثيين بصنعاء في 26أغسطس2017

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر