‏ما وراء اعتداءات الحوثيين المتكررة على ميناء المخا؟ (تقرير)

[ صورة ملتقطة من جوجل ارث لميناء المخاء (يمن شباب نت) ]

أعلنت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، الأسبوع الماضي، أن ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح الانقلابية استهدفت، مجموعة من السفن في ميناء المخا غرب محافظة تعز بواسطة قارب مسير مفخخ دون حدوث خسائر في الأرواح.
 
وذكرت قيادة التحالف، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) أن ميناء المخا تعرض للاستهداف  بواسطة "قارب مسير مفخخ بالمتفجرات". وأشار البيان إلى "أن القارب اصطدم بالرصيف البحري بالقرب من مجموعة سفن مما أوقع انفجار، ولم تحدث خسائر في الأرواح ولا يوجد أضرار تذكر". وأكد التحالف أنه "تجري عملية متابعة دقيقة للحادثة، وتعقب منفذيها".
 
يأتي ذلك، بعد أن أعلن الحوثيون في وقت سابق أن "القوات البحرية التابعة لهم استهدفت بارجة عسكرية إماراتية قبالة سواحل المخا بسلاح مناسب".

يذكر أن هذا الهجوم هو الثالث منذ مطلع العام الجاري، بعد أن تعرضت ناقلة نفط تحمل علم جزر المارشال مطلع يونيو الماضي لإطلاق نار بقذائف "آر بي جي" في مضيق باب المندب، تلتها تعرض سفينة إماراتية أخرى، منتصف الشهر ذاته، لهجوم بصاروخ أطلقه الحوثيون أثناء خروجها من ميناء المخا – بحسب بيان لقوات التحالف- ما أدى إلى إصابة أحد أفراد طاقمها.
 
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد يشكل خطراً حقيقياً على الملاحة الدولية في ظل غياب الرقابة و استمرار التراخي الأمني من قبل القوات المسيطرة على الميناء.
 
خلط الأوراق
 ويعتبر المحلل السياسي، ياسين التميمي "أن هذه الاعتداءات متوقعة فهي تأتي بعد أن فقد الانقلابيون واحدة من أهم منافذ الإمداد والتهريب التي كانت تؤمن لهم الأسلحة مورداً مالياً يأتي من التجارة الموازية على تهريب كل شيء إلى البلاد وبناء اقتصاد حرب موازي".
 
و أشار التميمي في حديث خاص لـ"يمن شباب نت" إلى أن "الانقلابيون يحاولون رفع كلفة استعادة الحديدة، لذا يأملون في خلط الأوراق بما يسمح في التسريع بمفاوضات تبقي على مكاسبهم في الحديدة أو تحول دون تقدم الجيش والتحالف باتجاه ميناء ومدينة الحديدة، لأنه إن حدث ذلك فإن تحرير الحديدة سيصبح مؤكداً".
 
كما يعتقد، التميمي، أن هناك إشكالية في ذلك تكمن في أن "التحالف والإمارات على وجه الخصوص، تحاول تأسيس ثكنات في غرب محافظة تعز وفي المناطق المحررة عوضاً عن إشراك المجتمع في مهمة التحرير والبناء وتطبيع الحياة".
 
من خلال ذلك يرى، التميمي، أن مواجهة الانقلابيون والدفاع عن مكاسب التحرير لا يتم عن طريق المزيد من خنق الحياة بل من خلال توسيع قاعدة المساندين لهذا الإنجاز وتقاسم مهام الدفاع عنه وهو ما لم يحدث حتى الآن.
 
تهديد الملاحة الدولية
 من جانبه يرى الصحفي، ياسين العقلاني "أن اعتداءات الحوثيين مؤخراً على ميناء المخا تأتي بالتزامن مع تحرير معسكر خالد بن الوليد الاستراتيجي في محاولة للمليشيات الانقلابية التغطية على هزائمها و التعويض عن خسائرها التي تكبدتها خلال معركة الساحل الغربي".

ويضيف العقلاني لـ"يمن شباب نت": في الوقت الذي تتهاوى مواقع وثكنات المليشيات الانقلابية تحت ضربات الجيش والتحالف العربي تحاول المليشيات القيام بعملية خروقات لإحداث تغيير جوهري في منطقة مهمة كميناء المخا وهذا الأمر لن يستمر طويلاً.
 
وأشار إلى "أن خطورة التصعيد على الميناء الجيوسياسي التي تمر من خلاله سفن العالم يشكل تهديداً على الملاحة الدولية؛ لذا يتطلب وقفة جادة من قبل الأمم المتحدة ودول التحالف العربي باتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من ذلك".
 
ويقع ميناء المخا غربي محافظة تعز، ويتاخم مضيق "باب المندب" الأستراتيجي الذي تمر منه قرابة أربعة مليون برميل نفط يوميا. وحاليا يقع الميناء تحت سيطرة القوات الإماراتية منذ فبراير/شباط الماضي.

يُذكر أن هذا التطور الأخير، باستهداف ميناء المخأ، تزامن مع تصعيد من قبل الحوثيين باتجاه المناطق الحدودية السعودية.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر