ما بين فعالية 24 أغسطس ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام التي حشد لها عفاش أنصاره منذ أشهر، وما بين التفاهم الأخير، والمذل مع الحوثي، هناك أسئلة تبحث عن أجوبة، وأهمها، إن كان عفاش يعرف أن لا طاقة له بمواجهة الحوثي فلما يصعد معه إذاً؟!.
 
ربما لم يرد عفاش المواجهة مع الحوثي من خلال فعالية أغسطس، وإنما إرسال رسالة معينة لحليفه اللدود فقط، يمكن القول إنها تتعلق بمفاوضات الحوثي المنفردة مع المملكة السعودية، التي ظل القيادي الحوثي محمد عبد السلام يتردد عليها على الدوام.
 
أراد عفاش القول إنه رقم صعب لا يمكن لحليفه أن يتجاوزه في أي تسوية قادمة مع السعودية، وهو الوعد الذي حصل عليه في التواصل المباشر مع عبد الملك الحوثي بحسب مصدر مؤتمري مطلع، الذي أكد أن الخلاف برمته يتمحور حول آلية التفاوض التي يتفرد بها الحوثي منذ البداية.
 
لكن الحوثي لم يقدم هذا الوعد إلا بعد إجراءات ميدانية وعسكرية في العاصمة أظهرته كطرف أقوى في التحالف فيما أظهرت عفاش كطرف تابع وذليل.
 
والسؤال الآخر، لما يقبل عفاش هذه الوضعية المذلة في تحالفه مع الحوثي؟!، الجواب هو أن عفاش يدرك أن أي مواجهه بينه وبين الحوثي ليس في صالح أحدهما، ولأجل هذا يتحمل إهانات الحوثي وقراراته التي يتوغل من خلالها ويسيطر على مقدرات الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرتهما. يعرف عفاش هذه المعادلة، ويقدم التنازلات، فيما يعرفها الحوثيون ويضغطون حتى وصل بهم الأمر إلى فرض مربعات أمنية وأطواق على مساكن عفاش في العاصمة، وهي الإجراءات التي يتحوطون من خلالها لأي غدر من عفاش.
 
قد يسأل البعض هل هذه الوضعية لتحالف الحوثي وعفاش في صالح عفاش وقد تجنب المواجهة مع الحوثي خاصة وأن هذا هو هدفه؟!، أم هي لصالح الحوثي وقد كرس وجوده كطرف أقوى في التحالف فيما عفاش مجردتابع له؟!.
 
الجواب بالطبع لصالح الحوثي فهو في نظر كل الأطراف المحلية والدولية الطرف الأقوى في صنعاء الآن، وأي تسوية لن تمر إلا من خلاله، وفي حال قبوله بها يمكنه فرضها على عفاش، فيما عفاش لا يمكنه ذلك، إلا أن تجنب عفاش المواجهة مع الحوثي قد يحسب كمكسب جزئي بالنسبة له، على أمل أن تحدث متغيرات دولية وإقليمه تصب في صالحه.
 

 حقوق النشر محفوظة "يمن شباب نت"©2017  

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر