مستشار محافظة "ذمار" وأمين سر "الناصري" يتحول إلى "عامل بناء" (تقرير خاص)

[ شعلان الأبرط - مستشار محافظة ذمار، وأمين سر التنظيم الوحدي الناصري بالمحافظة ]

  دفعت الظروف المعيشية والحياتية "شعلان الأبرط" مستشار محافظة ذمار (وسط اليمن) للتخلي عن أناقته المعهودة، وملابسه الفاخرة، والتوجه نحو سوق العمل بالأجر اليومي من أجل إعالة أسرته البالغ عددها "خمسة أفراد"، التي تعاني -كمعظم الأسر-من نقص حاد في متطلبات الحياة اليومية جراء حرب جاوزت العامين ونصف من عمرها.
 
يشغل "شعلان الأبرط"-37 عام-منصب حكومي رفيع كمستشار محافظة ذمار، إلى جانب كونه قياديا سياسيا بارزا حيث يتولى موقع أمين سر فرع التنظيم الوحدوي الناصري

بمحافظة ذمار. لكن كل ذلك لم يعد مهما الأن، فأزمة انقطاع مرتبات موظفي الدولة منذ أكثر من عام، جعلت من سيادة المستشار مجرد "عامل بناء"، يحمل الأحجار ويبني المنازل لقاء أجر يومي. 
 
في شهر سبتمبر/أيلول العام الماضي (2016)، أصدر الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي قرارا قضى بنقل البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء، التي يسيطر عليها الانقلابيون منذ سبتمبر/أيلول 2014، إلى العاصمة المؤقتة عدن، بعد أن أفرغت مليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية خزينة الدولة، وعجزت عن دفع مرتبات الموظفين لثلاثة أشهر قبل قرار نقل البنك.
 
بعدها وعدت الحكومة الشرعية بتحمل مسئولية دفع المرتبات المتوقفة لكافة موظفي الدولة، لكنها لم تتمكن من مواصلة القيام بهذا الدور-وخصوصا في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين-سوى مرتين فقط خلال شهري نوفمبر/تشرين الثاني، وديسمبر/كانون الأول (2016). الأمر الذي أضطر كثيرين –بينهم أكاديميين- إلى البحث عن أعمال ومهن أخرى -بعضها مُهينة- لتفادي المزيد من الانهيار.
   
 وعلى عكس كثيرين، لم يخجل سعادة المستشار "شعلان الأبرط" من مهنته الجديدة برغم أن مهنة "عمال البناء" غالبا ما تقتصر على البسطاء وغير المتعلمين. فقبل أيام نشر "الأبرط" على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) صورته وهو يقوم بتجهيز المواد الخاصة بالبناء، مفتخرا بكونه "عامل" أو "شاقي تحت التجربة"، لمواجهة أعباء الحياة وتحمل المسؤولية تجاه أبناءه وأسرته.
 

 
قادت تلك الصورة والمنشور المرفق معها، مراسل "يمن شباب نت" بذمار، لتتبع قصة هذا التحول الكبير لمستشار حكومي وقيادي حزبي (استثنائي) في هذا الزمن الرديء، حيث تأكل الحرب الأخضر واليابس دون هوادة، لكنها – ويا للمفارقة المؤلمة- تُثري أمرائها من قادة الميليشيات الانقلابية، في الوقت الذي لا تمنع فيه وزراء ومسئولين في الشرعية من السقوط في الوحل، وتحويل الوظيفة العامة إلى منتجع سياحي للعائلة.  
 
يقول "الأبرط" لمراسل "يمن شباب نت" إنه اضطر إلى هذه الاعمال الشاقة كمحاولة منه لتغطية تكاليف المعيشة له ولأسرته، "لتوفير الاحتياجات اليومية حتى تنفرج الأمور" كما يأمل، وذلك بعد أن استنفد كل مدخراته المالية (شقا العمر)، بما في ذلك بيعه معظم مقتنياته الشخصية وأثاثه المنزلي على مدى الفترة السابقة من انقطاع المرتبات الحكومية.
 
قبل خمسة أشهر تقريبا، قاد القيادي الناصري وقفة احتجاجية أمام مبنى النيابة العامة بذمار، تدعو إلى الافراج عن المعتقلين في سجون الميليشيات الانقلابية. بعدها مباشرة اختطفه مسلحون واعتدوا عليه بالضرب المبرح ما أدى إلى كسر إحدى ساقيه مع إصابات بليغة في أنحاء متفرقة من جسده.  
 
وحتى الأن لم تتعافى رجله المكسورة كليا، ومع ذلك يقوم "الأبرط"، بحمل الأحجار وبناء المنازل وتجهيز خلطة البناء، وغيرها من الأعمال الشاقة والمتعبة.
 
لماذا؟

يرد بحكمة قيادي استثنائي: "لأن آلام الظروف اليومية أقوى من آلام الساق"
 
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر