مسئول عسكري أمريكي: قوات أمريكية حاولت تنفيذ هجوم بري ثاني في اليمن لكنه أجهض في اللحظات الأخيرة

[ صور لأحذية مطبوعة على الأرض- تتطابق مع نوع الأحذية التي غالبا ما يرتديها أعضاء الفريق السادس لقوات البحرية الخاصة الأمريكية – تم تعميمها على الانترنت باعتبارها دليلا على أن القوات الامريكية قد عادت الى اليمن (تويتر) ]

قال مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوى أن فريق العمليات الخاصة السادس التابع لقوات البحرية الأمريكية حاول شن هجوم بري أخر داخل الأراض اليمنية في وقت سابق من هذا الشهر (مارس)، غير أن مهمته اجهضت في اللحظة الاخيرة.

وأشار موقع ""The Intercept، إلى أنه كان قد تم نشر أفراد من الفريق السادس من جنود القوات الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية في اليمن اوائل مارس الجاري للقيام بهجوم بري يستهدف اعضاء يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الفرع الذي يعتبره مسؤولون امريكيون كأخطر فروع المنظمة الارهابية. لكن هذه المهمة تم إيقافها في اللحظات الأخيرة.

ويأتي هذا الاعتراف، الذي لم تتضح تفاصيله الكلية، بعد أسابيع من نفي مسئولون عسكريون أمريكيون، بينهم المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأمريكية، مشاركة قوات برية بالتزامن مع سلسلة الغارات الجوية التي دشنتها القوات الأمريكية منذ الثاني من شهر مارس الجاري.

خلفية العمليات.. تأكيد محلي ونفي أمريكي

وكانت وسائل إعلام محلية يمنية نشرت في الثاني من شهر مارس – يوم الهجوم الثاني - أن جنودا من القوات الخاصة الأمريكية نفذوا إنزالا على الأرض في منطقة "موجان" بمحافظة أبين – جنوب اليمن، بالتزامن مع غارات جوية مكثفة للطيران الأمريكي في تلك المنطقة ومناطق أخرى شملت ثلاث محافظات هي: أبين وشبوة والبيضاء.

 

للمزيد من التفاصيل حول هذا الأمر، أقرأ:

إنزال جوي أمريكي بأبين وعشرات الغارات لمقاتلات أمريكية على الصومعة بالبيضاء

 

وفي يوم الهجوم، أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية بيانا، أعترف فيه المتحدث باسم الوزارة، النقيب جيف ديفيس،  بتنفيذ سلسلة مكثفة من الغارات الجوية، بلغت نحو 20 غارة في هذه المحافظات الثلاث (خلال الفترة الصباحية فقط)، لكن دون أن يتطرق إلى حدوث أي إنزال مظلي لجنود على الأرض اليمنية خلال هذه العمليات الجوية المكثفة.

 

للمزيد أقرأ:

البنتاجون: الضربات الامريكية في اليمن استهدفت تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (ترجمة نص البيان)

 

ونقلت صحيفة الـ"واشنطن بوست"، في تقرير لها، في 3 مارس، أي بعد يوم من سلسلة الغارات الجوية المكثفة، تصريحات لمسؤولين في البنتاغون نفوا فيها ما أوردته تقارير لوسائل إعلام يمنية عن مشاركة الجيش الأمريكي في هجوم بري على الأرض بالتزامن مع سلسلة من الضربات الجوية المكثفة، على الرغم من أنهم أكدوا أن القوات الامريكية كانت متواجدة على الارض في نفس الفترة، لكنهم نفوا أن تكون قد شاركت في أي هجمات برية.

كما نقلت الصحيفة، أيضا، توضيحات المتحدث الرسمي للبنتاجون، النقيب "جيف ديفيس"، في هذا الشأن، والتي قال فيها: "لدينا قوات العمليات الخاصة الأمريكية تدخل وتخرج من اليمن لمساعدة قوات شريكنا في محاربة القاعدة"، لكنه – بحسب الصحيفة – رفض التعليق بشأن قيامها بأنشطة محددة بعينها في تلك الليلة الهجومية.

 

أقرأ: صحيفة أمريكية تكشف تفاصيل هامة وراء سيل الغارات الأمريكية في اليمن

 

 

الثانية بعد فشل هجوم البيضاء

وجاءت هذه المهمة الثانية التي تم إحباطها (2 مارس)، بعد شهر تقريبا من الغارة الأمريكية الجوية – البرية المشتركة التي نفذت في 29 يناير الماضي في قرية "يكلا" بمحافظة البيضاء، وأدت إلى مقتل ضابط صف بالبحرية الأمريكية وجرح ثلاثة أخرين بجراح خطيرة، فيما قتلت أكثر من عشرين مدنيا يمنيا، بينهم 16 طفلا وامرأة. وفي وقت سابق نشر موقع "The Intercept"، في 9 مارس، تقريرا شاملا من المنطقة يستند على روايات قرويين يمنيين شهدوا هذا الهجوم، ونقل فيه عن مستشار للعمليات الخاصة في الولايات المتحدة، قوله إن هذه الغارة كانت تحاول قتل قاسم الريمي، زعيم القاعدة في اليمن، أو القبض عليه.

وأثارت هذه العملية، التي وصفت بأنها فاشلة من قبل بعض المسئولين الأمريكيين ووسائل إعلام أمريكية، الكثير من الجدل والانتقادات.

وأشار موقع "The Intercept"، في تقريره، الأخير، الخميس الماضي، إلى تصريحات للجنرال الأمريكي "جوزيف فوتيل"، الذي يتولى القيادة المركزية الأميركية، كان أطلقها الأسبوع الماضي امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، وأعترف فيها قائلا: "لقد فقدنا الكثير في هذه العملية. لقد فقدنا أحد عمالنا القيميين، ولدينا أناس مصابون، وتسببنا في إصابات بين المدنيين، كما فقدنا طائرة مكلفة".

وقال فوتيل لمجلس الشيوخ إن "تقريرا يعتمد على أفضل معلوماتنا المتوفرة، يقول بأننا تسببنا في وقوع ضحايا، في مكان ما، بين اربعة و 12 ضحية، ذلك ما نقر به، وأنا أتحمل المسؤولية".

إلغاء وأعتماد على الجو فقط

وبخصوص العملية الثانية، التي تم إحباطها، نقل الموقع نفسه، معلومات عن مسئول عسكري امريكي، طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشته معلومات سرية، أشار فيها إلى أنه وبعد ان أوقفت الكتيبة السادسة من القوات الخاصة للبحرية الأمريكية عمليتها البرية في مارس، قررت قيادة العمليات الخاصة المشتركة، المشرفة على وحدة القوات البحرية الخاصة التحول إلى استهداف المشتبه بهم من عناصر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عبر ضربات جوية لطائرات بدون طيار.

وأضاف الموقع، إنه من غير الممكن معرفة لماذا أوقفت المهمة؟ فيما رفض المتحدث باسم البنتاجون التعليق على هذا الهجوم الذي تم الغاؤه.

وعلق الموقع بالقول إن تلك الضربات ووجود الكتيبة السادسة على الأرض يشير إلى التصعيد الكبير في عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية في اليمن. وتفيد تقارير متناقلة إلى أن الرئيس دونالد ترامب أعلن أن تلك الأجزاء من البلاد أصبحت الآن مناطق "عدائية نشطة"، مما يعطي القادة العسكريين مزيدا من السلطة للقيام بعمليات مكافحة الإرهاب مثل الهجمات البرية والضربات الجوية بالطائرات التقليدية والطائرات بدون طيار.

مراجعات أمريكية: هل كانت القاعدة تعلم؟  

والخميس الماضي أيضا، نشرت صحيفة الدايلي ميل تقريرا ركزت فيه على الخلافات الدائرة حول ما إذا كانت عملية 29 يناير قد تم تسريبها للقاعدة قبل انطلاقها أم لا؟

 وقالت الصحيفة إن ثمة مراجعات داخلية حدثت مؤخرا في قيادة القوات الأمريكية. ونقلت عن مسئولين أمريكيين لم تكشف هويتهم، قولهم إن نتائج المراجعات أكدت أن العملية "لم تتعرض للخطر"، أي أنها لم تسرب، أو بمعنى أخر أن العدو لم يكن يعرف مسبقا أن القوات الأمريكية الخاصة كانت في طريقها إلى قتالهم.

ومن بين النتائج أيضا، أن القوات الأمريكية الخاصة لم تتوقع الاستعداد القتالي للمستهدفين، الذين أبدو شراسة قتالية عالية ومفاجئة.

وتعزيزا لذلك، استشهدت الصحيفة بتصريحات مصدر عسكري أمريكي أبلغ صحيفة التايمز البريطانية أن القوات الأمريكية لم تتوقع مستوى الاستعداد الذي واجهوه من العدو.

وأشارت "الدايلي ميل" إلى أن الفريق السادس الذي قام بالعملية هو فريق قوات العمليات الخاصة التابع للبحرية الأمريكية الذي لقى شهرة عالمية لقتله زعيم القاعدة "أسامة بن لادن" في باكستان في 2011.

ومع ذلك، تصر الإدارة الأمريكية على أن الفريق نجح في تحقيق أهدافه من عملية 29 يناير.

وتثير نتائج المراجعات الداخلية للقيادة الأمريكية جدلا جديدا، كونها تتعارض مع تصريحات سابقة لمسئولين عسكريين أمريكيين أشاروا إلى أن العملية سربت مسبقا للقاعدة، الأمر الذي يعكسه استعدادهم القتالي الكبير للمواجهة.

وخلاصة ما نقلته الصحيفة من تصريحات لمسئولين عسكريين وخبراء أمريكيين، تذهب إلى التأكيد على حقيقة أن مقاتلي القاعدة لم يكونوا يعرفون مسبقا بقدوم القوات الخاصة الأمريكية، وأن الصعوبات والشدة القتالية التي واجهتها تلك القوات الخاصة لا تؤكد أن مقاتلي القاعدة كانوا يعرفون مسبقا بالعملية، بقدر ما يمكن أن يفسر استعدادهم القتالي على إنهم كانوا مستعدون جيدا لخوض أي معركة وليس تلك المعركة بحد ذاتها.  

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر