الحرب الأمريكية (السرية) في اليمن 2016 (ملف خاص)

كشف مكتب الصحافة الاستقصائية، وهو مكتب تحقيقات صحفي مستقل مقره الولايات المتحدة الأمريكية، إرتفاعا في عدد الضربات الجوية التي نفذتها وزارة الدفاع الامريكية في اليمن خلال العام الماضي 2016، مقارنة بالأعوام الثلاثة الأخيرة.

وبحسب المكتب، المعني بتتبع ورصد وتقييد الضربات الجوية الأمريكية في ثلاث دول، هي: باكستان، الصومال، واليمن، فقد سجل العام 2016، زيادة في عدد الضربات الجوية وصل إلى (55 – 48) ضربة، وبزيادة تراوحت ما بين (23 – 17) ضربة عن العام الذي سبقه 2015.

وبشكل عام، نجم عن هذه الضربات مقتل ما بين: (229 – 168) عنصرا من تنظيم القاعدة في اليمن، وهو أكبر عدد يسجل خلال السنوات الأربع الأخيرة.  

وتكمن أهمية هذه الأرقام، كونها تأتي في ظل ما تمر به اليمن من حرب داخلية منذ 20 شهرا، بين الميليشيات المسلحة التابعة للمتمردين الحوثيين بالتحالف مع ميليشيات الرئيس المخلوع علي صالح، وبين قوات الجيش التابعة للسلطة الشرعية، المدعومة بمقاومة شعبية، وتعاون واسناد من طيران التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
 

خلفية الحرب الأمريكية في اليمن

وتنفذ وزارة الدفاع الأمريكية ضربات جوية ضد تنظيم القاعدة في اليمن منذ العام 2001، عقب حادثة المدمرة الأمريكية (يو إس إس كول)، قبالة سواحل عدن الجنوبية في أكتوبر 2000. لكن وتيرة تلك الضربات الأمريكية الجوية ارتفعت أكثر منذ تم دمج فرعي التنظيم السعودي-اليمني، مطلع العام 2009، باسم "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، وتحت قيادة واحدة اتخذت من اليمن مقرا لها.

ومنذ ذلك الحين، تمكن التنظيم الجديد من تنفيذ عدة عمليات نوعية عابرة للقارات استهدفت - في معظمها- عمق الولايات المتحدة. ومع أن بعضها تم كشفها في مطارات دولية غربية قبل تنفيذها، إلا أنها أثبتت قدرات تخطيطية وتكتيكية وتصنيعية عالية للتنظيم الجديد، ما جعل الولايات المتحدة ووكالات استخباراتها تصنفه باعتباره الفرع الأخطر لتنظيم القاعدة على مستوى العالم.

وتستخدم كل من وزارة الدفاع الأمريكية، ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، سلاح الجو المُسيًر من على بعد (طائرات بدون طيار)، المعروفة باسم طائرات الـ"درونز"، في عملياتها الجوية في اليمن لاقتناص وقتل عناصر التنظيم. إلا أن الأحداث كشفت أن العمليات الجوية الأمريكية لم تكن تقتصر فقط على هذا النوع من السلاح الجوي الموجه من على بعد، بل تستخدم أيضا مقاتلات جوية حربية تقليدية نفاثة، متواجدة في قواعدها وأساطيلها البحرية في جيبوتي، وفي الخليج العربي والبحر الأحمر.   

 ومنذ بداية حربها الجوية ضد القاعدة في اليمن، منذ 2001، بلغ مجموع الهجمات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة في اليمن (255) ضربة، حتى نهاية العام الماضي (2016). بحسب الرصد والترقيم الذي قدمه مكتب الصحافة الاستقصائية.


بين يدي الملف

وفي هذا الملف، لم في "يمن شباب نت"، على ترجمة ودراسة البيانات التي أوردها المكتب المذكور، للعام الفائت، بل قمنا بإحداث مقارنة مع بقية الأعوام الأخرى، وتحليل البيانات للتوصل إلى خلاصات واستنتاجات تحيط بمجمل الحرب التي تنفذها الولايات المتحدة في اليمن ضد تنظيم القاعدة. وهي الحرب التي يصفها "مكتب الصحافة الاستقصائية بـ"العمليات الأمريكية السرية" في اليمن.

وعليه، سنركز في هذا الملف، كمحور رئيسي، على عمليات ونتائج العام الفائت (2016)، ومن خلالها سننطلق إلى تفصيل أوسع للبيانات المُجَمَعة، لتوضيح عدد العمليات خلال كل شهر على حده، والضحايا المستهدفون (قتلى وجرحى)، وكذا المحافظات التي تركزت فيها هذه الحرب، والمحافظة الأكثر تعرضا للضربات الجوية، وتحليل بيانات كل شهر وكل محافظة على حدة، مستخدمين الجداول والرسومات الإحصائية التوضيحية، لمزيد من التوضيح للقارئ، وننتهي بإحداث مقارنة على مستوى الأعوام، مع محاولة قراءة أهم التفاصيل.

ومن المهم التنويه، هنا، إلى أن المعلومات الأساسية (المادة الخام)، التي استقيناها وترجمناها من موقع "مكتب الصحافة الاستقصائية"، اقتصرت فقط على ما ينشره الموقع من سجل زمني يوثق لكل ضربة باليوم والتاريخ، مستندا في ذلك على عملية رصد توثيقي موجز وسريع لما نشرته الصحافة الدولية والمحلية والعربية لكل عملية، أو بيانات أو تصريحات أو مؤتمرات صحفية لوزارة الدفاع الأمريكية ومسئوليها، مع تقديمه جدولا تلخيصيا لنهاية كل عام.

ومنها قمنا بدراسة المعلومات والبيانات وتحويل معظمها إلى جداول تفصيلية ورسومات وأشكال ومخططات توضيحية، مع محاولة قراءة التفاصيل بشكل أعمق، من خلال الدراسة والتحليل وإجراء المقاربات والمقارنات، وتقديم بعض المعلومات والخلفيات التي تقدم للباحث مادة دسمة، وتسهل للقارئ والمتابع البسيط الفهم بيسر.
 

مفاتيح رئيسية

يوضح "مكتب الصحافة الاستقصائية" في مقدمة تقاريره السنوية، أن التفاصيل التي ينشرها مستقاة من الأحداث المعلن عنها من قبل مسؤولي الحكومة والجيش والمخابرات في كل من اليمن والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى وسائل الاعلام ذات المصداقية والمصادر الأكاديمية وغيرها من المصادر.

ويصنف المكتب الهجمات الجوية الأمريكية إلى ثلاثة أصناف، هي: -

  1. ضربات جوية أمريكية "مؤكدة" لطائرات بدون طيار.
  2. ضربات جوية أمريكية "محتملة" لطائرات بدون طيار.
  3. هجمات أمريكية إضافية.   

وللتفريق بين تلك الأصناف الثلاثة، يشير المكتب إلى أن "العديد من الهجمات الأمريكية المؤكدة"، المدرجة ضمن جداوله المرفقة، تم تأكيدها من قبل مسؤولين أمريكيين أو يمنيين كبار. ومع ذلك – يضيف: فبعض الوقائع يتم نسبها إلى الولايات المتحدة بشكل تخميني، أو تدل على تورط الولايات المتحدة. وعلى هذا الأساس فإن المكتب يقوم بتصنيف جميع الضربات الجوية في اليمن تحت تصنيفين: إما "مؤكدة" أو "محتملة".

وبالنسبة للتصنيف الثالث: "هجمات أمريكية إضافية"، يشير المكتب إلى أن كلا من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، يقومون بضربات جوية فوق اليمن عبر طائرات بدون طيار، مستدركا: إلا أن الولايات المتحدة نفذت أيضا ضربات بأنظمة أخرى من الأسلحة، بما في ذلك الطائرات النفاثة التقليدية وصواريخ كروز. الأمر الذي يجعل المكتب يدرج هذه العمليات بأنها "هجمات أمريكية إضافية".

وغالبا ما سنجد أن المكتب يقدم رقمين ضمن جداوله التخليصية النهائية في خانة تصنيفية واحدة. وللتوضيح فإن تلك الأرقام هي عبارة عن الفوارق الرقمية المتضاربة بين المصادر الخبرية التي استقى المكتب منها البيانات والأرقام. فعلى سبيل المثال: حين تجد مثل هذا الرقم (12-6) ضمن تصنيف "ضربات إضافية"- جدول عام 2016، فهذا سيعني أن المكتب أحصى ما بين (6) إلى (12) ضربة جوية بطائرات أمريكية تقليدية، كما أن الرقم (123-88)، الوارد ضمن تصنيف "عدد القتلى المبلغ عنهم" – ضربات 2016، يعني أن المكتب جمع بين أقل الأرقام (88)، وأعلاها (123)، من بين ما نشرته كافة المصادر عن عدد قتلى تنظيم القاعدة نتيجة الضربات الجوية خلال العام 2016. وبمعنى أخر فهذا يعني أن إجمالي عدد القتلى يتراوح بين (88) شخص، كحد أدنى أوردته المصادر، وبين (123) كحد أعلى أوردته مصادر أخرى في الوقائع ذاتها.     

* * * * *

القسم الأول:

 (أ): الإجمالي العام (2016)

 - إجمالي الضربات الجوية: بحسب ما رصده "مكتب الصحافة الاستقصائية"، بلغ مجموع الضربات الجوية الأمريكية في اليمن خلال العام 2016، مابين (55 – 48) ضربة، موزعة كالتالي: (31) ضربة "مؤكدة"، و(12-11) ضربة محتملة، لطائرات بدون طيار، وما بين (12- 6) هجمة إضافية لطائرات تقليدية. وذلك وفقا للجدول الاستخلاصي النهائي الذي نشره المكتب، وترجمه "يمن شباب نت". أنظر الجدول أدناه المعنون بـ: (جدول بإجمالي عدد الضربات الجوية الأمريكية في اليمن للعام 2016).  

- إجمالي القتلى: ومن الجدول أعلاه، أيضا، بلغ عدد القتلى الذين أحصاهم "مكتب الصحافة الاستقصائية" في كافة تلك الضربات، ما بين: (229 – 168) عنصرا من تنظيم القاعدة، بينهم: (123- 88) قتيلا قضوا بضربات "درونز" مؤكدة، و (23) فقط بضربات محتملة، بينما حصدت الهجمات الإضافية (بسلاح جو تقليدي)، ما بين (83-57) عنصرا من القاعدة.

وللتأكد من دقة هذه الأرقام، قمنا، في "يمن شباب نت"، بإعادة دراسة البيانات التفصيلية لكل ضربة (سجل الضربات الجوية اليومية خلال العام 2016)، فوجدنا بعض الفوارق البسيطة في عدد القتلى. حيث أحصى "يمن شباب نت" عددا يتراوح بين: (239 – 181)، هم إجمالي عدد القتلى من تنظيم القاعدة، الذين قضوا من مجموع (48) ضربة جوية خلال العام الماضي 2016.

- إجمالي الجرحى: وفي حين أحصى المكتب إجمالي عدد المصابين من القاعدة ما بين (45-38) جريحا، فقد وجد "يمن شباب نت" أن العدد يزيد قليلا، متراوحا بين (48 – 41) جريحا، وذلك بعد مراجعة دقيقة لسجل المعلومات اليومية المنشور على موقع المكتب. 

ملاحظة: بالنسبة لعدد القتلى والجرحى، لا يعتبر هذا الرقم نهائيا، حيث قيدت أربع ضربات جوية خلال هذا العام (2016)، عدد الضحايا فيها "غير معروف". 

(ب) قراءة أولية

  2016.. زيادة في معدلات القصف والقتل

بالمقارنة بين العامين الأخيرين (2015، 2016)، سنجد أن هناك فارقا لمصلحة العام الأخير (2016)، الذي شهد ارتفاعا ملحوظا في عدد الضربات الجوية الأمريكية، والضحايا من القتلى والمصابين، عن سابقه (2015). (أنظر الجدول المرفق أدناه: جدول بإجمالي عدد الضربات الجوية الأمريكية في اليمن للعام: 2015).

وبمقارنة بين الجدولين السابقين، يتضح أن إجمالي عدد الضربات الجوية الأمريكية في اليمن، أرتفع في العام (2016)، عن سابقه (2015)، بفارق زيادة مقدارها (23 – 17) ضربة. كما أن إجمالي عدد الضحايا، أيضا، أرتفع هو الآخر من (163 – 107) قتيل عام 2015، إلى (229 – 168) قتيل عام 2016. أي بزيادة مقدارها (66 – 61) قتيلا لمصلحة العام الأخير. في حين أرتفع إجمالي عدد المصابين من (11) مصابا فقط عام 2015، إلى (45 – 38) عام 2016.

ومن حيث نوعية الضربات الجوية، سنجد أن ثمة فارقا آخرا، يتمثل بكون العام 2015، لم تسجل فيه هجمة أمريكية إضافية واحدة (طائرات أخرى غير الدرونز)، بينما أن العام التالي، 2016، شهد ما بين (12 – 6) ضربة إضافية.

وبمزيد من التدقيق، سنجد أن هذا العدد من الهجمات، لوحده فقط حصد نصيبا كبيرا من إجمالي قتلى عام 2016، حيث وصل عددهم من الهجمات الإضافية فقط إلى (83-57) قتيلا، جميعهم محسوبون على تنظيم القاعدة.

وإذا ما توقفنا قليلا عند هذا العدد من الضحايا، سنجد – لأول وهلة – أن هذا الرقم كبيرا مقارنة بعدد الهجمات الجوية المحدودة (12-6) التي نفذت بنوعية تقليدية من الطائرات الحربية. لاسيما إذا ما أخذنا في الاعتبار أن معدل الضحايا في كل ضربة جوية يكاد يكون ثابتا: ما بين (4.3 – 4) قتيل/ضربة جوية خلال العامين المحددين (عملية حسابية: متوسط إجمالي عدد القتلى في كل عام ÷ متوسط إجمالي عدد الضربات في العام).


السر.. "مجزرة" 22 مارس

لمعرفة سبب هذا الفارق الكبير في عدد الضحايا، أجرينا في "يمن شباب نت"، بحثا وقراءة في المعلومات والبيانات اليومية للوقائع. وبعد البحث والتحري في جدول الأحداث الزمني لكل ضربة جوية نُفذت خلال العام 2016 في اليمن، وجدنا أن هناك ضربة جوية نفذت في 22 مارس، اكتشفنا أنها تقف – وبصورة استثنائية تقريبا - وراء رفع عدد الضحايا في هذا النوع من الهجمات الأمريكية، وبالتالي عدد قتلى (وجرحى القاعدة أيضا) بشكل عام خلال العام الماضي 2016.

وللتوضيح، فقد استهدفت طائرة مقاتلة تقليدية أمريكية، معسكرا تدريبيا لعناصر القاعدة في منطقة "الهجر"، الواقعة على بعد 75 كم غرب مدينة "المكلا"-عاصمة حضرموت، نجم عنها ما يمكن أن يوصف بـ"مجزرة كبيرة" تعرض لها تنظيم القاعدة في اليمن، نتيجة قصف أفراد المعسكر التدريبي في الوقت الذي كان أفراده يصطفون للحصول على وجبة العشاء اليومية. بحسب مسئول محلي، مجهول الهوية، أبلغ وكالة "رويترز".

وتفاوتت أرقام الضحايا، بين الوكالات ووسائل الإعلام الدولية والمحلية، ما بين 50 إلى 71 قتيل، والجرحى ما بين 28 إلى 30 جريح. وقد اعتبرت هذه العملية هي الأكبر في تاريخ العمليات الجوية في اليمن، التي يقتل فيها مثل هذا العدد الكبير من عناصر القاعدة في هجوم واحد.

كما تضاربت الأنباء أيضا، بخصوص الجهة التي نفذت العملية. حيث أشارت تقارير صحفية عاجلة إلى أنها نفذت من قبل طيران التحالف العربي، الذي يشن حربا جوية في اليمن – بقيادة السعودية – منذ أوآخر مارس 2015، ضد ميليشيات الحوثي-صالح التي انقلبت على السلطة في اليمن منذ مطلع العام نفسه، فيما أكدت تقارير صحفية أخرى لوسائل إعلام دولية بينها صحف أمريكية، أن الضربة نفذتها مقاتلة جوية أمريكية. (أنظر أيضا المخطط المرفق أدناه: عدد الضربات الجوية الأمريكية والضحايا في كل شهر خلال 2016)


استراتيجية أمريكية جديدة في الحرب

ولأن هذه الضربة، على ما ذكرت التقارير الصحفية الدولية، جاءت بعد أسبوعين ونصف تقريبا على ضربة جوية مشابهة وسط الصومال، استهدفت معسكرا تدريبيا لحركة "الشباب المجاهدين" التابع للقاعدة، قتل منهم ما لا يقل عن 150 عنصرا، فقد أعتبر محللون وخبراء في تصريحات صحفية نشرتها صحيفة "الجارديان" البريطانية في حينه، على أن هاتين العمليتين (في الصومال واليمن)، تدلان على مرحلة جديدة من العمليات القتالية ضد التنظيمات الإرهابية، وأن البيت الأبيض منح صلاحيات مفتوحة تتيح استهداف التجمعات الإرهابية المشكوك فيها، بدلا مما كانت العمليات القتالية تقتصر فقط على ملاحقة واستهداف العناصر الخطرة التي تشكل تهديدا وشيكا، وغالبا المدرجة ضمن قائمة وزارة العدل الأمريكية.  

ومع ذلك إلا أن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الأمريكية أخبر "الغارديان" أن هذه الضربة الجوية لا تعتبر توجها سياسيا جديدا، مؤكدا أنها كانت منسجمة مع سياسة الإجراءات المباشرة لمكافحة الإرهاب التي أعلنها الرئيس أوباما في مايو 2013. وعد هذا التصريح اعترافا مباشرة يصدر لأول مرة من البنتاجون بتنفيذ هذا الهجوم الجوي بمقاتلة أمريكية حديثة، بعد أن كانت مثل هذه العمليات تتم في إطار السرية.

 (جـ): معدل الضربات الشهرية

(حسابيا): 4 ضربات في الشهر

بعد أن قمنا بتفريغ سجل الوقائع اليومية لبيانات الضربات الجوية الأمريكية خلال العام الماضي 2016، في الجدول الخاص، المرفق أدناه (جدول خاص بتوزيع العمليات الجوية وضحاياها على أشهر السنة 2016):

فقد لاحظنا أن وزارة الدفاع الأمريكية وزعت عملياتها على مدار أشهر السنة كاملة، مسجلة أعدادا متفاوتة من الضربات، تراوحت ما بين (7 – 1)، أي: ضربة/هجمة، جوية واحدة، كحد أدنى في شهر واحد، وسبع ضربات/هجمات جوية، كحد أعلى في شهر واحد.

وعليه، إذا ما أردنا حساب المعدل العام لمتوسط تنفيذ الضربات الجوية الأمريكية طوال العام الفائت، سنجد أن نصيب الشهر الواحد سيتراوح ما بين (4.58 – 4) ضربة جوية، افتراضا، من إجمالي عدد الضربات الجوية المتراوحة بين ( 55 – 48) ضربة/هجمة جوية.


"مارس" الأعلى

من خلال الجدول السابق، أعلاه، سنلاحظ أن معدل الضربات الجوية تراوح ما بين (4 - 2) ضربة جوية على التوالي في الشهرين الأولين من العام (يناير، فبراير). لكن، وعقب العملية الثمينة (المجزرة)، المشار إليها سابقا (22 مارس 2016)، لاحظنا أن العمليات الجوية الأمريكية في اليمن تصاعدت بوتيرة عالية، ليشهد هذا الشهر (مارس) أعلى عدد من الهجمات الجوية الأمريكية في اليمن خلال شهر واحد، بعدد سبع عمليات جوية، جعلته يتربع هذه السنة على بقية الأشهر.

وبالعودة إلى سجل العمليات اليومية، سنجد أن أول عملية نفذت في هذا الشهر جاءت في مطلعه (4 مارس) واستهدفت شبوة، لتخمد بعدها العمليات الجوية لمدة ثلاثة أسابيع متتالية، حتى جاءت مجزرة (22 مارس) ضد القاعدة في حضرموت، بعدها توالت العمليات لتصل إلى خمس ضربات جوية في غضون أقل من أسبوع واحد، بين الفترة: 26 – 30 مارس، توزعت بين محافظة أبين، ضربتين متتاليتين؛ وحضرموت مثلهما؛ وضربة واحدة في شبوة، لتحصد جميعها 23 عنصرا، يُزعم أنهم من القاعدة، كما تقول تفاصيل السجل اليومي.

وعلى ما يبدو أن ما حققته هذه الضربات، لاسيما الست الأخيرة منها (22 – 30 مارس) فتحت شهية المسئولين الأمريكيين، حيث توالت كثافة العمليات الجوية خلال الأشهر التالية، خصوصا شهر إبريل التالي الذي أحتل المرتبة الثانية خلال العام بست ضربات جوية، ومثله سبتمبر بالعدد نفسه. وفيما عدى شهر مايو الذي أنفرد هو الوحيد من بين الأشهر بضربة جوية واحدة، فقد تساوى شهري يوليو وأغسطس بعدد خمس عمليات لكل منهما، في حين هبط العدد ليستقر عند مستوى ثلاث ضربات في الأشهر الأربعة المتبقية، وهي: يونيو وأكتوبر ونوفمبر وديسمبر.

للمزيد أنظر المخطط المرفق أدناه، والذي يوضح عدد الضربات الجوية بحسب كل شهر من العام 2016

 (د): شبوة الأعلى بين المحافظات

 من بين 22 محافظة يمنية، ركزت الضربات الجوية الأمريكية على ست محافظات فقط، تعتبر هي الأكثر سخونة في الحرب الأمريكية على تنظيم القاعدة في اليمن، بينها ثلاث محافظات جنوبية، ومحافظتين شماليتين.

وحتى نستفيد من المعلومات المشتتة الواردة ضمن سجل الرصد اليومي لـ"مكتب الصحافة الاستقصائية"، قمنا باستحداث وتصميم جداول توضيحية خاصة، بينها الجدول السابق الذي قمنا من خلاله بتوزيع عدد العمليات الأمريكية الجوية المنفذة خلال العام الماضي (2016)، على كل شهر وكل محافظة على حدة.

ومن الجدول المذكور حصلنا على التوزيع التالي لعدد الضربات الجوية على المحافظات اليمنية (أنظر المخطط التوضيحي المرفق أدناه)

 وبحسب التفاصيل، وجدنا أن محافظة شبوة (جنوب شرق) تأتي في المرتبة الأولى بعدد 18 ضربة جوية 2016، بينما جاءت محافظتي حضرموت ومأرب، تاليا في المرتبة الثانية متساويتين بواقع 8 ضربات لكل منهما، ثم البيضاء بـ7 ضربات، تليها أبين بـ5 ضربات، ثم ضربة واحدة في كل من لحج، ووسط اليمن. وهذه التسمية الأخيرة جاءت هكذا بدون تفصيل محدد للموقع.  

وبدراسة وتحليل هذه المعلومات ومقارنتها ووضعها في سياق الأحداث، سنجد جزء من التفسير لهذه الأرقام بما يتوائم – تقريبا - مع ما يحدث على الأرض من وقائع. وللمزيد ايضا أنظر الجدول المرفق أدناه، والذي يوزع عدد الضربات الجوية وضحاياها ونوعيتهم على المحافظات المستهدفة:


تأثيرات العملية العسكرية الأرضية

سنبدأ بمحافظة شبوة، الحائزة على النصيب الأعلى في عدد الضربات الجوية. والتي سنجد أنها لم تكن قد استهدفت سوى أربع مرات فقط خلال الأشهر الثلاثة الأولى (يناير – مارس) من العام 2016، وحتى قرب نهاية شهر أبريل (إلى 25 أبريل تحديدا). بينما أن الـ14 ضربة المتبقية من نصيبها الإجمالي (18 ضربة)، توزعت على بقية الأشهر الأخرى.

ولتفسير هذا، علينا أن نشير إلى أن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة السعودية، بدء بتنفيذ عملية عسكرية لطرد تنظيم القاعدة من مدينة المكلا، عاصمة حضرموت، في منتصف شهر أبريل، وتكللت بالنجاح مع نهاية الشهر.

حتى مطلع ابريل، وتحديدا حتى 3 أبريل، كانت "حضرموت" قد تعرضت لـ6 ضربات جوية أمريكية، من مجموع (8) ضربات هي كل نصيب حضرموت طوال العام. (أنظر المخطط السابق). ومن بين هذه العمليات الـ(6)، هناك (4) منها وقعت في شهر مارس، حتى 3 أبريل فقط. وهذا قد يعني على الأرجح - لكن لا يؤكد تماما- الأتي: -

- وجود تنسيق بين التحالف العربي والولايات المتحدة، يقضي بتكثيف الأخيرة للضربات الجوية على حضرموت خلال شهري مارس ومطلع أبريل، لبدء تدشين العملية العسكرية الميدانية في المكلا عن طريق قوات يمنية متدربة على الأرض لطرد التنظيم من المدينة التي يحتلها منذ عام.

- لذلك عمليات مارس كانت متقاربة (22، 28، 30 مارس) حتى تؤتي ثمارها في إنهاك وتشتيت قوة القاعدة، ثم تلتها مباشرة، في 3 أبريل، سلسلة ضربات جوية أمريكية ضد التنظيم في المكلا.

- وفيما عدى هذه الضربة اليتيمة في شهر أبريل على حضرموت، لوحظ توقف القصف الجوي على المحافظة طوال ما تبقى من الشهر، مع تأكيد أن القصف الجوي تحول إلى أبين وشبوة بالذات.

- ويأتي ذلك مع ملاحظة أن ثلاث ضربات تمت في حضرموت خلال الفترة بين: 28 مارس – 3 أبريل، تضاربت المعلومات حول الجهة التي قامت بتنفيذها، ما بين الطيران الأمريكي وطيران التحالف العربي.

- وبالعودة إلى محافظة شبوة مجددا، سنجد أنها - ومن بين مجموع الـ18 ضربة التي نالتها طوال السنة – تلقت عشر ضربات، وذلك فقط خلال الفترة من 25 أبريل وحتى نهاية أغسطس. ما يعني أنها وفي ظرف هذه الأربعة أشهر فقط، تلقت ما نسبته (55.5 %) ضربة من إجمالي عدد الضربات التي طالتها طوال السنة. ولابد أن يكون هناك سببا ما لهذا التحول والتركيز..!!  

- التفسير السهل والبسيط الأكثر رجوحا هنا: أن عناصر القاعدة فروا من حضرموت إلى هذه المحافظة المجاورة، بعد تلقيهم ضربات موجعة وطردهم من مكلا حضرموت. ومن ثم –ولهذا السبب بالذات - تكثفت الضربات الجوية على هذه المحافظة خلال الأربعة أشهر التالية.

- أضف إلى ذلك، أنه – وكما اسلفنا - منذ ما بعد العملية العسكرية الميدانية الموسعة على حضرموت، لم تظهر هذه الأخيرة (أي حضرموت) على سجل الاستهداف الجوي الأمريكي سوى مرة واحدة تقريبا، كانت في نهاية نوفمبر، ومرت تقريبا دون أن يتم تناولها من قبل الإعلام، حتى كشفها بيان صادر عن البنتاجون الأمريكي في نهاية ديسمبر.

- كما أن محافظتي مأرب والبيضاء، وهذا يعزز ما ذهبنا إليه أنفا، هما أيضا لم تظهرا على سجل الضربات الأمريكية الجوية، إلا منذ ما بعد عملية إبريل العسكرية الميدانية بحضرموت. فمحافظة مأرب، وللتفسير الخاص بشبوة نفسه، سجلت أول ضربة جوية فيها في 23 أبريل، بينما توزعت البقية الباقية من نصيبها على أشهر السنة. ومثلها البيضاء أيضا، التي لم تبدأ أول ضربة جوية بالظهور فيها، إلا منذ شهر يونيو فما فوق.

- وفي حين أن كلا الأمرين يدلان على فرار عناصر القاعدة إلى هاتين المحافظتين من حضرموت وشبوة بعد تلقيها ضربات قاصمة، فإن حدوث هذا التسلسل الزمني قد يعني – لكن ليس بالضرورة - وجود أعين استخباراتية جيدة تعمل على الأرض، حتى برغم ظروف الصراع والحرب التي تمر بها البلاد. الأمر الذي استفادت منه الولايات المتحدة بالشكل المناسب تقريبا.   


2016 خاليا من كوارث المدنيين

الملاحظ، من خلال الجدول النهائي الموجز للعام 2016، (جدول رقم - 1- أعلاه)، أن "مكتب الصحافة الاستقصائية" لم يرصد أي قتلى من المدنيين أو الأطفال جراء ضربات الطائرات الأمريكية طوال العام الماضي.

ومن خلال دراستنا للبيانات التفصيلية الواردة ضمن سجل الضربات اليومية، وجدنا – كما اشرنا سابقا بشكل عابر -  ضربة جوية واحدة في منطقة الوديعة-حضرموت، أدرجها المكتب تحت تصنيف "الضربات الأمريكية المحتملة" لطائرات الدرونز. هذه الضربة وجدنا أنها أدت إلى مقتل ثلاثة أطفال وإصابة إثنين آخرين هما والدي الأطفال الثلاثة. غير أن المكتب لم يورد هذا العدد من القتلى والمصابين ضمن جدوله النهائي المُلًخِص لعمليات ونتائج العام 2016. ويمكن تفسير ذلك، لكون هذه الضربة، لم يتم الإشارة إليها إلا من خلال مصدر إعلامي واحد فقط هو "وكالة الأنباء الإسبانية"، الأمر الذي جعل المكتب، حسب اعتقادنا، لا يدرج نتائجها ضمن بياناته الإحصائية النهائية.

وعلى هذا الأساس، على أية حال، سيعد هذا العام 2016، هو الوحيد الذي لم ينجم عنه نتائج جانبية للضربات الجوية الأمريكية، حيث لم تسجل فيه أية حادثة قُتل فيها مدنيين جراء الضربات الجوية، بعكس بقية الأعوام الأخرى السابقة، التي لم تخلو جميعها – تقريبا - من تعرض مدنيين للقتل جراء القصف الجوي، وبشكل خاص العام 2012، الذي شكل كارثة كبيرة في هذا الجانب. وهذا ما سنتناوله بشكل أكثر تفصيلا في القسم الثاني من هذا الملف، والذي خصصناه لإجراء مقارنة بين الضربات الجوية الأمريكية ونتائجها خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.

 

* * * * * 

القسم الثاني: قراءة الحرب الأمريكية بين 2012 - 2016

كنا قد أشرنا مبدئيا، أنه بمقارنة نتائج هذا العام (2016) مع بقية الأعوام السابقة، سنجد ارتفاعا ملحوظا في عدد الضربات الجوية. لكن هذا لا ينطبق على كافة الأعوام الخمسة الأخيرة، بل على أربعة منها، حيث توضح البيانات استثناءا واضحا لمصلحة العام 2012.

فبعد أخذ موجزات الأعوام الخمسة الأخيرة (2016 – 2012)، وجدنا أن العام 2012 شكل استثناءا وحيدا من بين بقية نظرائه الأربعة، من حيث وقوع العدد الأكبر من الضربات الجوية الأمريكية، وضحاياها، مقارنة مع العام الأخير، قيد الدراسة والتحليل.

ولتسهيل عملية المقارنة، قمنا بتجميع بيانات الأعوام الخمسة الأخيرة ضمن الجدول المرفق أدناه:


قراءة أولية سريعة

من الجدول السابق، سنجد الأتي: -

1.عدد الهجمات الجوية:

- العام 2012: شهد العدد الأعلى على الإطلاق في عدد الضربات الجوية الأمريكية في اليمن، من بين الأعوام الخمسة الأخيرة. حيث بلغ إجمالي عدد الضربات الجوية في هذا العام ما بين (137 – 87).

- الأعوام الثلاثة التالية (2013 – 2015)، يمكن القول أنها شهدت انخفاضا واضحا في عدد الضربات الجوية الأمريكية، والتي استقرت بشكل شبه ثابت ما بين الحدين، الأدنى (31) ضربة في العام 2015، والأعلى (36) ضربة جوية في العام السابق له، 2014.

- ومع ذلك، سنجد أن معدل الضربات الجوية الأمريكية عاود ارتفاعه بشكل واضح في العام الماضي (2016) بعد أربع سنوات من خفوته إلى حد ما. حيث أرتفع هذا العام إلى ما بين (55 – 48) ضربة، أي بفارق زيادة وصلت إلى (23 – 17) ضربة عن العام الذي يسبقه (2015).

2.ضحايا القاعدة:

الكلام ذاته، ينطبق على عدد القتلى من تنظيم القاعدة، الذي يعتبر هو الأعلى على الأطلاق في العام 2012، مسجلا مقتل (734 – 404) عنصرا من تنظيم القاعدة فقط. يأتي بعده، في المرتبة الثانية، في عدد قتلى القاعدة، عامنا الأخير 2016، والذي وصل فيه العدد إلى (229-168) عنصرا؛ ثم 2014 في المرتبة الثالثة برصيد (214 – 148) عنصرا من القاعدة، ثم العامين 2013، 2015، على التوالي (أنظر الجدول السابق).

3.الضحايا المدنيين:

وبالمثل، فإن العام 2012، أيضا، يتربع قائمة الأعوام الأخرى فيما يتعلق بعدد ضحايا المدنيين، بمقتل (70 – 46) مدنيا، بينهم (9 – 7) أطفال. يليه العام 2014، بإجمالي (46 – 19) بينهم (6 – 3) أطفال، ثم العام 2013 بعدد (41 – 21) مدنيا، بينهم أربعة أطفال، فالعام 2015 بـ(7 – 1) مدنيا، و(2 – 1) طفل، أما العام الأخير 2016، فعلى العكس تماما، خلى من أي حالة قتل لمدنيين. كما أشرنا سابقا.

قراءة تحليلية سريعة

ولعل الانخفاض الحاصل في عدد الضحايا المدنيين، من العام 2012 إلى العام 2016، وبشكل تدريجي، قد يوحي بوجود نية لتلافي إحداث إصابات جانبية بين المدنيين، لاسيما وأن حصاد العام 2012، شهد موجة غضب وانتقادات محلية وداخلية في كل من اليمن والولايات المتحدة إزاء مواصلة الحرب الأمريكية في اليمن على النحو الذي يوقع ضحايا مدنيين. 

لكن من ناحية ثانية، سنجد أن العام 2016، مع أنه شهد ارتفاعا في عدد الهجمات الجوية، وكذا عدد الضحايا من عناصر تنظيم القاعدة، مقارنة بالأعوام الثلاثة السابقة له (2013 – 2015)، إلا أن الملاحظ أنه لم يسجل سقوط قيادات كبيرة وسط تنظيم القاعدة، بعكس الأعوام السابقة. باستثناء ما أوردته بعض التقارير تؤكد مقتل أمير أنصار الشريعة "جلال بلعيدي" مع أثنين من مرافقيه في 3 فبراير 2016، بضربة درونز أمريكية، بينما كان يقود سيارته على حدود شبوة – أبين.  

وهذا العجز الواضح في نوعية العناصر المستهدفة، قد يمكن تفسيره – على نحو ما – بوصول الحرب الأمريكية في اليمن إلى مرحلة متقدمة من الإنجاز، والاقتراب من نهايتها – افتراضا – بعد تحقيق معظم أهدافها المطلوبة، حيث لم يعد هناك صيدا ثمينا، بعد تمكن الطيران الأمريكي من اصطياد معظم القيادات الكبيرة الميدانية والروحية للتنظيم في اليمن، لاسيما خلال السنوات الخمس الواقعة بين 2011 - 2015.

ولمزيد من التوضيح، سنستعرض بشكل موجز وسريع أبرز وأهم الخسائر التي مني بها تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية من خلال استنزاف قياداته العليا، خلال الفترة المذكورة: -

- في أواخر سبتمبر 2011، تمكنت طائرة أمريكية بدون طيار من اقتناص الزعيم الروحي للتنظيم الشيخ أنور العولقي.

- تلاه، في مطلع شهر مايو 2012، مقتل القيادي في التنظيم فهد القصع بضربة جوية أمريكية في محافظة شبوة، وهو أحد أبرز المطلوبين الدوليين لدى الإدارة الأمريكية.

- وفي نهاية يناير 2015، قتلت طائرة أمريكية القيادي "حارث النظاري"، وهو أحد منظري التنظيم.

- ثم في منتصف أبريل 2015، القيادي السعودي إبراهيم الرُبيش. وبعدها بأيام قلائل قُتل قياديان هامان في التنظيم هما: المنظر والقيادي "ناصر الأنسي" وهو أيضا أحد الناطقين الرسميين باسم التنظيم، ومعه القيادي مهند غلاب..

- وفي منتصف يونيو 2015، تم الحصاد الأكبر تقريبا، باصطياد زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب "ناصر الوحيشي"، بقصف طائرة أمريكية بدون طيار استهدفته مع أثنين من مرافقيه بحضرموت.

ولعل هذا الاستنزاف، يرجعنا إلى تلك التصريحات التي أطلقها محللون ومراقبون أمريكيون لصحيفة الغارديان البريطانية عقب المذبحة التي ارتكبتها الولايات المتحدة في حق تنظيم القاعدة في 22 مارس 2016، والتي راح ضحيتها ما بين (71 – 50) عنصرا من التنظيم في ضربة محكمة لمعسكر تدريبي بحضرموت أثناء ما كانوا يصطفون للحصول على العشاء. وأعتبر المراقبون هذه العملية، التي جاءت بعد أيام من مذبحة مشابهة في الصومال، على أنها إيذانا من الإدارة الأمريكية باستهداف العناصر المشتبه بها بالانتماء إلى القاعدة، بدلا مما كانت تقتصر سابقا على القيادات المدرجة ضمن قائمة المطلوبين الخطرين.

أخيرا:

إن الوصول إلى هذه النتائج، يقودنا إلى الاختتام بهذه التساؤلات المفتوحة:

بعد أن تم التخلص من معظم قيادات الصف الأول في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب، في اليمن، وتمكن التحالف العربي بقيادة السعودية، في أبريل الماضي، من القضاء على دولة التنظيم التي أسسها في حضرموت على مدى عام كامل (أبريل 2015 – ابريل 2016): -

- فإلى أي مدى مازال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يشكل تهديدا خطيرا على الولايات المتحدة؟ وحتى متى ستظل اليمن تشكل ميدانا رئيسيا للحرب السرية الأمريكية؟

- وكيف ستواصل الولايات المتحدة عملياتها الجوية في اليمن خلال هذا العام الجديد 2017؟ هل ستضطر إلى تقليصها إلى ما دون الأعوام السابقة، أم سترفع من وتيرتها، لاسيما مع صعود الرئيس الأمريكي الجديد، الراديكالي المتطرف "دونالد ترمب، الذي أكد في أكثر من تصريح أن اجتثاث الإسلام المتطرف يعد هدفا رئيسيا لإدارته الجديدة؟

-----------------------------------------------------------------------------------

* عبدالحكيم هلال ([email protected]): صحفي وباحث مهتم بشئون الإرهاب

 

 

حقوق النشر محفوظة "يمن شباب نت" YemenShabab_Logo2 2017 ©

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر