تقرير خاص يكشف السجون السرية للحوثيين بذمار وأخطرها على المختطفين

[ الصورة تعبيرية ]

حولت مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح محافظة ذمار  إلى سجن كبير لمعارضيها حيث أفاد عدد من المفرج عنهم عن وجود عشرات المختطفين في السجون أغلبهم ينتمون لمحافظة ذمار ومحافظات أخرى، ويتعرضون للتعذيب بشكل يومي.

واضطرت جماعة الحوثي المتمردة وقوات صالح إلى افتتاح أماكن جديدة وتحويل عدد من المقرات والمراكز الحكومية إلى سجون جديدة نظرا لازدياد عدد المعتقلين يوميا.

ويعود أسباب تحويل محافظة ذمار إلى سجن كبير من قبل المليشيات الانقلابية لمعارضيها إلى سببين رئيسين، السبب الأول سيطرتها الكاملة على المحافظة بحكم الحاضنة الشعبية الذي تمتلكها، أما السبب الثاني فهو موقع المحافظة المتميز فهي تمثل حلقة الربط بين العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الجنوبية.

واستغلت المليشيات الانقلابية تحكمها بالطرق الرئيسية عبر نقاطها الأمنية المنتشرة في الطرق لتختطف معارضيها من جميع المحافظات.

مصادر خاصة كشفت لـ"يمن شباب نت" عن كيفية إدارة الحوثيين وقوات صالح لملف المختطفين وكيف يتم تصنيفهم وتوزيعهم على السجون والمعتقلات الخاصة والسرية بحسب درجة خطورتهم عليهم، وأساليب التعذيب التي تمارس فيها، وكيف تحقق المليشيات الانقلابية من وراء المختطفين مبالغ مالية هائلة.

تصنيف المختطفين

تصنف الأهداف بحسب خطورتها على تواجد المليشيات الانقلابية، ويتم توزيع بقائمة بأهم الشخصيات التي تمثل خطرا كبيرا عليهم، وأنه يجب اختطاف هذه الشخصيات مهما كانت التكلفة، طالما أنها تمثل خطرا حقيقيا عليهم، وتواجد هذه الشخصيات لايزال في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وعندما يتم اختطاف إحدى هذه الشخصيات من قبل المليشيات الانقلابية بذمار، فإنه يتم التحفظ به في سجن خاص بالمدينة لمدة لا تتجاوز 48 ساعة.

يفيد المصدر المقرب من قيادات في جماعة الحوثيين ل"يمن شباب نت" أن الصنف الأول وهو الأكثر خطورة على الجماعة هم الصحفيين والقادة العسكريين إضافة إلى المقاتلين في صفوف الشرعية بمحافظة "مأرب" وعندما يتم اختطافهم، فإنه يتم حجزهم في سجن الأمن السياسي بمدينة ذمار لمدة يومين قبل نقله إلى سجن الأمن القومي في "رصابة" شمال المدينة، وهو سجن جديد تم استحداثه مؤخرا.

ونظرا لخطورته فإنه يتم نقله بعد سبعة أيام إلى السجون الكبيرة في العاصمة صنعاء، وهؤلاء المختطفين لايمكن التفاوض في مصيرهم او الإفراج عنهم مقابل مبلغ مادي، كونهم خطرا حقيقيا على تواجد الجماعة المتمردة وقوات صالح.

الصنف الثاني

ويتابع المصدر "يأتي في الترتيب الثاني لخطورة المختطفين هم قادة في حزب التجمع اليمني للإصلاح والشخصيات الاجتماعية المؤثرة في المجتمع وليس لهم أي ارتباط عسكري في الحرب ضد الانقلابيين، ومعارضتهم للانقلاب معارضة سياسية فقط، وهذا النوع من المختطفين يتم تحويلهم إلى سجن في مدينة ذمار يعرف بقسم "الغربية" بالقرب من حارة الغدراء شمال غربي مدينة ذمار.

ويأتي في التصنيف الثالث "مواطنين عاديين مواقفهم واضحة ضد الانقلاب ظهرت مواقفهم من خلال كتابات على صفحات التواصل الاجتماعي، أو قاموا بتمزيق شعارات ولافتات لجماعة الحوثي، أو قاموا بسب وشتم الحوثيين أو تواجدهم أو زعيمهم أمام الناس، فإنه يتم حجزهم في سجن قسم الوحدة شرق مدينة ذمار، ويتعرضون للتعذيب، ويتم الإفراج عنهم مقابل مبلغ مادي كبير وتعهد بعدم تكرار هذه الحادثة.

وفي آخر قائمة لتصنيف خطورة المختطفين يطلق عليهم الحوثيين اسم " المغرر بهم" وهم المختطفين من الطرق والنقاط الأمنية ولم يستطع الحوثيين إثبات تواجدهم أو مشاركتهم ضمن قوات الشرعية، فتلجأ المليشيات لاحتجازهم في السجون لمدة شهرين أو أكثر، ويتم الإفراج عنهم مقابل مبلغ مادي كبير وتعهد خطي وضمانة بعدم العمل والتواجد في الأماكن التي تسيطر عليها الشرعية.

سجون الحوثيين في ذمار

تعتبر محافظة ذمار من أكثر المحافظات في الجمهورية التي تتواجد بها سجون ومعتقلات سرية خاصة للحوثيين وقوات صالح، فلم تكتفي المليشيات بتحويل مقار ومراكز حكومية إلى سجون، بل إنها حولت بعض البيوت الخاصة بقيادات انقلابية إلى مراكز للتعذيب الجسدي والنفسي للمختطفين.

وبلغت عدد السجون والمعتقلات الخاصة والسرية بحسب مركز ذمار الإعلامي أكثر من "55" سجن ومعتقل يقبع داخلها أكثر من ألفي مختطف من أغلب محافظات الجمهورية، يتعرض البعض منهم للتعذيب الشديد الوحشي جسديا، ونفسيا، وتوجه إليهم تهم كاذبة وكيدية، من أجل استمرار اختطافهم في السجون، والحصول على مبالغ مالية من قبل أهالي المختطف في حال طالبوا بالإفراج عنه تدفع للقيادي الحوثي المسئول عن عملية الاختطاف.

ومن بين أشهر هؤلاء السجون سجن قسم الوحدة شرق مدينة ذمار، والذي تمارس فيه المليشيات الانقلابية أشد أنواع التعذيب النفسي على المختطفين فيه، ويعرف أن هذا السجن مخصص لمعارضي ومناهضي الانقلاب سياسيا أو كتاب رأي يرفضون تواجد المليشيات أو ممارساتها بحق المواطنين.

السجن الأكثر رعبا في ذمار

بمجرد سماع هذا الاسم تعرف أنه أكثر سجن تمارس فيه جماعة الحوثي المتمردة وقوات صالح أبشع أنواع التعذيب الجسدي بحق المختطفين، ويقع هذا السجن في مدينة "معبر" شمال مدينة ذمار، ويعرف باسم "الشونة" وهو عبارة عن بدورمات أرضية تتبع مكتب الواجبات الزكوية بالمدينة، كان يستعمل سابقا من أجل تخزين الحبوب، لكن المليشيات حولته إلى سجن كبير تمارس فيه أنواع التعذيب.

ويروي سجين سابق لدى المليشيات الانقلابية ل"يمن شباب نت" تفاصيل اختطافه في سجن "الشونة" بمدينة معبر شمال ذمار " يعيش عشرات المختطفين في حالة من البؤس والتشرد والمعاناة في سجن "الشونة" حيث تقدم للمختطفين وجبة واحدة فقط في اليوم الواحد، وتتكون الوجبة من قليل من الفول إضافة إلى بعض الخبز البلدي التي لا تكفي لشخصين فقط، ومع يقدمونها لأكثر من 30 مختطف"

ويتابع حديثه "بالنسبة لمياه الشرب التي نشربها في سجن "الشونة" فهي غير صالحة حتى للحيوانات، إضافة إلى أن مكان قضاء الحاجة فهي في نفس المكان الذي ننام فيه، ولا يسمح للسجين بالخروج لدورة المياه سوى مرة واحدة خلال 24 ساعة، ويوزع كل عشرين إلى ثلاثين مختطف في غرفة واحدة أو بدروم واحد"

جلسات التعذيب

ويذكر السجين السابق أن جلسات التحقيق والتعذيب مع المختطفين تبدأ من بعد منتصف الليل من كل ليلة حتى الصباح، يتعرض خلال الجلسات كل مختطف للتعذيب الوحشي من قبل الحوثيين وضباط في قوات صالح، حيث يتم ضربهم بالبنادق والجلد والايهام بالغرق والتهديد بالسلاح واطفاء السجائر على أجساد المختطفين والتعذيب بالكهرباء والتهديد بممارسات غير أخلاقية مهينة للكرامة ومنتهكة للأعراض من أجل الاعتراف بأشياء لم تكن للمختطف أي علاقة بها وإنما لمجرد الاتهام والشك في ولاءات هذا الشخص.

وأطلق نشطاء في محافظة ذمار نداءات عاجلة ومتكررة لإنقاذ مئات المختطفين من ممارسات المليشيات الانقلابية في سجون الحوثيين بذمار، ودعا النشطاء المنظمات الحقوقية الضغط على المليشيات للسماح بزيارة المختطفين والافراج الفوري عنهم.

يذكر أن أكثر من 9 حالات من المختطفين بمحافظة ذمار فارقت الحياة إثر تعرضهم للتعذيب الشديد في سجون مليشيات الحوثي والمخلوع صالح بالمحافظة منذ سيطرتهم عليها في أكتوبر من عام 2014م.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر