من المقرر أن تنتهي هدنة الـ72 ساعة التي تشرف عليها الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص إلى اليمن، منتصف ليليتنا هذه (السبت)، لكن المبعوث الأممي يسعى إلى تمديدها لـ72 ساعة أخرى، وسط خروقات لم تتقف حتى الأن من قبل الانقلابيين. فيما يتهم هؤلاء الطرف الحكومي والتحالف العربي بخرقها.

ورفضت ميليشيات الحوثي-صالح الانقلابية، اليوم، السماح لوفد من منظمة اليونيسيف لدخول تعز. على رغم أن المسئولين الأمميين، بينهم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، ظلوا يؤكدون أن الهدف من الهدنة هو السماح بإيصال المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررا، على رأسها مدينة تعز.

وفي وقت سابق، قبل ساعات على بدء سريان الهدنة، أعتبر منسق الشئون الإنسانية في مكتب الأمم المتحدة باليمن جيمي ماكغولدريك، أن ثلاثة أيام للهدنة المتفق عليها من كافة الأطراف في اليمن لوقف الأعمال القتالية "غير كافية" للوصول إلى ملايين المستضعفين اليائسين فيما وصفها بالحرب المنسية. طبقا لما نشره مركز أنباء الأمم المتحدة.

وأضاف: "من أهم الأولويات، بمجرد بدء وقف الأعمال القتالية، توصيل المساعدات إلى السكان في تعز وهي على الخطوط الأمامية للقتال بين القوات الحكومية والحوثيين".

ومرت فترة الهدنة المحددة بـ72 ساعة، وبدأت منتصف ليل الأربعاء/الخميس الماضي، دون أن تتمكن المنظمات الدولية من إدخال أية مساعدات اغاثية وإنسانية إلى مدينة تعز، التي تحاصرها الميليشيات من منافذها الرئيسية.

وأكدت مصادر محلية أن وفد منظمة اليونيسيف كان مقرر وصوله مدينة تعز صباح اليوم السبت لإيصال بعض المساعدات، وأنه تم انتظار وصول الوفد طوال ساعات الصباح في شركة النفط بحضور وسائل الإعلام، إلا أنه لم يصل.

وكشفت المصادر لـ"يمن شباب نت" أن ميليشيات الحوثي رفضت السماح لوفد المنظمة الدولية من الدخول عبر الممرات والمداخل التي تسيطر عليها. ولم يصدر من منظمة اليونيسيف أي تصريحات أو بيان بهذا الشأن، حتى الأن.

ويسعى المبعوث الأممي إلى اليمن إلى تمديد الهدنة 72 ساعة أخرى. وأكدت وكالة الأنباء الحكومية (سبأ) إن ولد الشيخ أبلغ نائب رئيس الجمهورية المشير علي محسن الأحمر، خلال لقائه معه أمس، رغبة الأمم المتحدة في تمديد الهدنة 72 ساعة قادمة.   

وأكدت وكالة رويترز المعلومة، حيث نقلت عن مصادر حكومية أبلغتها أن دبلوماسيين أجانب يسعون أيضا لدى الجانبين لتمديد الهدنة.

وحتى هذه الساعة، لم تصدر أية معلومات من أي طرف معني تشير إلى أي اتفاق بهذا الشأن. وقالت وكالة سبأ التابعة للحكومة الشرعية أن نائب رئيس الجمهورية الأحمر أكد للمبعوث الأممي، لدى لقائه به أمس الجمعة بالعاصمة السعودية الرياض، جدية الحكومة الشرعية على إحلال السلام واستئناف العملية السياسية وقناعتها التامة بضرورة وقف الحرب وإيجاد مخرج حقيقي يخدم أبناء الشعب اليمني حسبما ورد في مرجعيات المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216 وضرورة تراتبيته في التنفيذ.

 وفي حين أطلع الأحمر ولد الشيخ عن حجم الخروقات التي انتهكها الانقلابيون أثناء الـ24 ساعة الأولى من سريان الهدنة، فقد أكد له بالقول: "مع ذلك فلا تزال الحكومة الشرعية ملتزمة بضبط النفس تقديرا للجهود الأممية وحرصا منا على تحقيق السلام الذي أطاح به الانقلابيون ورفضوا الانصياع له".

وقالت وكالة سبا الإخبارية التي يسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون بصنعاء إن مجلس النواب (الذي ينعقد تحت سلطاتهم بالعاصمة صنعاء) اصدر بيان خلال انعقاده اليوم السبت، أكد فيه أن حل المشكلة اليمنية وإيقاف الحرب لا يمكن أن يتم إلا بإصدار قرار من مجلس الأمن بسرعة إيقاف الحرب ورفع الحصار البري والجوي والبحري عن الجمهورية اليمنية والعودة إلى طاولة المفاوضات وصولاً إلى حل سياسي شامل.