"جريمة تغييب الذاكرة الوطنية" في ندوة علمية بمأرب

[ خلال الندوة العلمية التي أقيمت بمأرب ]

كشفت ندوة علمية أقيمت اليوم بمحافظة مأرب عن أهم ملامح ووسائل طمس الهوية والذاكرة الوطنية التي نالت من التاريخ النضالي للشعب اليمني وعلى رأسها ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر.

الندوة التي أقامتها المنظمة الوطنية للاعلاميين اليمنيين "صدى" فتحت الباب على الدور الذي لعبه المخلوع صالح في محاربة الثورات التحررية ومساندته بقوة جهود الاماميين الجدد في طمس الذاكره الجمعية للثورات الشعبية اليمنية.

وكيل محافظة مارب، الشيخ عبدالله الباكري، أشاد في مشاركة له على هامش الندوة, بدور المقاومة الشعبية التي دحرت المليشيات الانقلابيه بينما كانت على أسوار مدينة مارب. مضيفا أن مارب احتضنت كافة أبناء اليمن الذين هبوا للدفاع عن الشرعية ودحر الانقلاب، مشيرا إلى أن السلطة الملحية بالمحافظة دشنت أمس النصب التذكاري للشهيد عبدالرب الشدادي، في إطار تخليد دور الشهداء والأبطال في ذاكرة الشعب.

وفي الندوة التي كانت تحت شعار "ذاكرة الشعوب أساس البقاء والبناء" وبمناسبة أعياد الثورة اليمنية 26 سبتمبر و 14اكتوبر وبرعاية من نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح، تحدث رئيس المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين "صدى"، حسين الصوفي، في ورقته "جريمة تغييب الذاكرة الوطنية، عن كيف تم محاربة الذاكرة الوطنية وطمسها والسعي لتغييبها وإقصاء رموزها، وتغيير اسماء الشوارع، وطمس معالم الثورة في الشبكة العنكبوتية.

وتطرق الصوفي إلى أن المخلوع صالح، تآمر مع بقايا الإمامة لطمس كل ما يتعلق بالثورة، كما فعل بالدبابة بميدان التحرير، "مادر الثورة" عندما كان أمين العاصمة أمين الكحلاني، تحت مبرر إنشاء نفق للتخفيف من الزحمة، كما تم تغييب رموز الثورة وقياداتها من المناهج التعليمية، واقتصرت المناهج على أشياء شكلية كأبيات شعرية في إحدى صفوف المرحلة الثانوية.

واشار إلى دور المخلوع صالح في تحسين الوجه الإمامي في خطاباته في الأعياد والمناسبات الوطنية بطريقة ملتوية، حسب تعبيره.
ونوه إلى الدور الذي لعبه صالح في إخفاء جرائم الأئمة بحق اليمنيين وصور الإعدامات وجز الرؤوس وتعليقها في الأماكن العامة لما يخدم الفكر الإمامي البغيض ويغطي على حقيقتهم ضد أبناء اليمن.

من جانبه تحدث الباحث في قضايا الفكر، عمار التام، عن "مسؤولية تكوين الذاكرة الوطنية" حيث تطرق إلى ضرورة تجاوز العقدة "اليزنية" التي تصل إلى مرحلة معينة ثم تبدأ التفكير بالخارج.

وسرد التام عدد من الوسائل والأنشطة لتكوين الذاكرة الجمعية، منها الفكر والثقافة، والشعر والرواية والنكتة والطرفة والحكم والأمثال الشعبية، والفن والتجسيم والتجسيد كالنصب التذكارية والمتاحف وأسماء الشوارع، والإعلام بكافة وسائله المقروءة، والمرئية والمسموعة ووسائل الإعلام الحديث.

كما تحدث الصحفي عبداللطيف المرهبي، في ورقته بعنوان "ثقوب في الذاكرة"، عن استغلال ضعف الذاكرة الوطنية الجمعية، والخلافات بين السياسيين ونجاح توظيفها لصالح الاماميين.

وأضاف أن حقد المخلوع ورغبته في الانتقام زادت من توظيف ذلك في طمس الذاكرة، كما ساهم لعودة الإمامة من جديد، ودوره في تمهيد الطرق لعودة الإمامة وتسليم الدولة بمؤسساتها للاماميين الجدد.

ونوه المرهبي إلى أن العامل الأبرز في توسيع تلك الثقوب هو غياب الحامل السياسي للمشروع الوطني بعد ثورة فبراير 2011، وتفكك بعض القوى السياسية، والعمل بشكل فرد ما أدى إلى تنامي دور المليشيات وقدرتها من السيطرة على صنعاء.

وأعلنت منظمة "صدى" الإعلامية عن أن مخرجات الندوة سترفع إلى الجهات المعنية بهدف تعزيز الهوية الوطنية ووضع الحلول العمليه واقتراح الوسائل المناسبة لحفظ الذاكرة الوطنية بمايساهم في عمل تنشئة وطنية للأجيال الصاعدة.

ودعت "صدى" المهتمين والمختصين من مؤسسات حكوميه وفاعليات مجتمعية إلى التعاون والتفاعل فيما يسهم بتكوين وعي جمعي يعتمد على ذاكرة وطنية متينة تردم الثقب الأسود الذي ابتلع نضالات وتضحيات الأبطال على مدى عقود وما يزال يسعى لابتلاع النظام الجمهوري.

كما تخلل الندوة مداخلات ومناقشات لبعض المهتمين من أكاديميين وإعلاميين، وناشطين حقوقيين أثرت أثرة الموضوع.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر